الآيات المؤلة في الامام المهدي (عليه السلام)
الايات المؤلة بقيام القائم (عليه السلام)
١ _ تفسير القمي: (وَلَئِنْ أخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ)(٢٥١) قَالَ: إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا إِلَى خُرُوج الْقَائِم عليه السلام فَنَرُدُّهُمْ وَنُعَذّبُهُمْ، (لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ) أنْ يَقُولُوا: لِمَ لاَ يَقُومُ الْقَائِمُ وَلاَ يَخْرُجُ؟، عَلَى حَدَّ الاسْتِهْزَاءِ فَقَالَ اللهُ: (ألا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ).
أخْبَرَنَا أحْمَدُ بْنُ إِدْريسَ، عَنْ أحْمَدَ بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيّ بْن الْحَكَم، عَنْ سَيْفِ بْن(٢٥٢) حَسَّانَ، عَنْ هِشَام بْن عَمَّارٍ، عَنْ أبِيهِ وَكَانَ مِنْ أصْحَابِ عَلِيّ عليه السلام، عَنْ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ فِي قَوْلِهِ: (وَلَئِنْ أخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ) قَالَ: (الاُمَّةُ الْمَعْدُودَةُ أصْحَابُ الْقَائِم الثَّلاَثُمِائَةِ وَالْبِضْعَةَ عَشَرَ).
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: وَالاُمَّةُ فِي كِتَابِ اللهِ عَلَى وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ فَمِنْهُ: الْمَذْهَبُ وَهُوَ قَوْلُهُ: (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً)(٢٥٣) أيْ عَلَى مَذْهَبٍ وَاحِدٍ، وَمِنْهُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاس وَهُوَ قَوْلُهُ: (وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ)(٢٥٤) أيْ جَمَاعَةً، وَمِنْهُ: الْوَاحِدُ قَدْ سَمَّاهُ اللهُ اُمَّةً وَهُوَ قَوْلُهُ: (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً للهِ حَنِيفاً)(٢٥٥)، وَمِنْهُ: أجْنَاسُ جَمِيع الْحَيَوَان وَهُوَ قَوْلُهُ: (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيها نَذِيرٌ)(٢٥٦)، وَمِنْهُ: اُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وَهُوَ قَوْلُهُ: (كَذلِكَ أرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ)(٢٥٧) وَهِيَ اُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَمِنْهُ: الْوَقْتُ وَهُوَ قَوْلُهُ: (وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ)(٢٥٨) أيْ بَعْدَ وَقْتٍ، وَقَوْلُهُ: (إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) يَعْنِي الْوَقْتَ، وَمِنْهُ: يَعْنِي بِهِ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ وَهُوَ قَوْلُهُ: (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا)(٢٥٩)، وَقَوْلُهُ: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ)(٢٦٠) وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ(٢٦١).
٢ _ تفسير القمي: (وَلَقَدْ أرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أنْ أخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأيَّامِ اللهِ)(٢٦٢) قَالَ: أيَّامُ اللهِ ثَلاَثَةٌ يَوْمُ الْقَائِم صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَيَوْمُ الْمَوْتِ وَيَوْمُ الْقِيَامَةِ(٢٦٣).
٣ _ تفسير القمي: (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ)(٢٦٤) أيْ أعْلَمْنَاهُمْ ثُمَّ انْقَطَعَتْ مُخَاطَبَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَاطَبَ اُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: (لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرْضِ مَرَّتَيْنِ) يَعْنِي فُلاَناً وَفُلاَناً وَأصْحَابَهُمَا وَنَقْضَهُمُ الْعَهْدَ، (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) يَعْنِي مَا ادَّعَوْهُ مِنَ الْخِلاَفَةِ، (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) يَعْنِي يَوْمَ الْجَمَل، (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) يَعْنِي أمِيرَ الْمُؤْمِنينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَأصْحَابَهُ، (فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) أيْ طَلَبُوكُمْ وَقَتَلُوكُمْ، (وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً) يَعْنِي يَتِمُّ وَيَكُونُ، (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) يَعْنِي لِبَني اُمَيَّةَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، (وَأمْدَدْناكُمْ بِأمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أكْثَرَ نَفِيراً) مِنَ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ عليه السلام(٢٦٥) وَأصْحَابِهِ وَسَبَوْا(٢٦٦) نِسَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ، (إِنْ أحْسَنْتُمْ أحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الآْخِرَةِ)(٢٦٧) يَعْنِي الْقَائِمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَأصْحَابَهُ، (لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) يَعْنِي تَسَوُّدَ(٢٦٨) وُجُوهِهِمْ، (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أوَّلَ مَرَّةٍ) يَعْنِي رَسُولَ اللهِ وَأصْحَابَهُ(٢٦٩)، (وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً) أيْ يَعْلُو عَلَيْكُمْ فَيَقْتُلُوكُمْ، ثُمَّ عَطَفَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام فَقَالَ: (عَسى رَبُّكُمْ أنْ يَرْحَمَكُمْ) أيْ يَنْصُرُكُمْ عَلَى عَدُوَّكُمْ، ثُمَّ خَاطَبَ بَنِي اُمَيَّةَ فَقَالَ: (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا) يَعْنِي إِنْ عُدْتُمْ بِالسُّفْيَانِيّ عُدْنَا بِالْقَائِم مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ(٢٧٠).
بيان: على تفسيره معنى الآية: أوحينا إلى بني إسرائيل أنَّكم يا أمّة محمّد تفعلون كذا وكذا، ويحتمل أن يكون الخبر الذي أخذ عنه التفسير محمولاً على أنَّه لمَّا أخبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ كلَّما يكون في بني إسرائيل يكون في هذه الأمّة نظيره فهذه الأمور نظاير تلك الوقايع وفي بطن الآيات إشارة إليها وبهذا الوجه الذي ذكرنا تستقيم أوّليهما. و(الكرة): الدولة والغلبة، و(النفير): من ينفر مع الرجل من قومه، وقيل: جمع نفر وهم المجتمعون للذهاب إلى العدوّ، قوله تعالى: (وَعْدُ الآْخِرَةِ) أي وعد عقوبة المرّة الآخرة، قوله تعالى: (وَلِيُتَبِّرُوا) أي وليهلكوا، (ما عَلَوْا) أي ما غلبوه واستولوا عليه أو مدّة علوهم.
٤ _ تفسير القمي: (أوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً)(٢٧١) يَعْنِي(٢٧٢) مِنْ أمْر الْقَائِم وَالسُّفْيَانِيّ(٢٧٣).
٥ _ تفسير القمي: (فَلَمَّا أحَسُّوا بَأْسَنا)(٢٧٤) يَعْنِي بَنِي اُمَيَّةَ إِذَا أحَسُّوا بِالْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، (إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ * لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) يَعْنِي الْكُنُوزَ الَّتِي كَنَزُوهَا، قَالَ: فَيَدْخُلُ بَنُو اُمَيَّةَ إِلَى الرُّومِ إِذَا طَلَبَهُمُ الْقَائِمُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ثُمَّ يُخْرجُهُمْ مِنَ الرُّومِ وَيُطَالِبُهُمْ بِالْكُنُوزِ الَّتِي كَنَزُوهَا فَيَقُولُونَ كَمَا حَكَى اللهُ: (يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ * فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) قَالَ: بِالسَّيْفِ وَتَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ، وَهَذَا كُلُّهُ مِمَّا لَفْظُهُ مَاضٍ وَمَعْنَاهُ مُسْتَقْبَلٌ وَهُوَ مَا ذَكَرْنَاهُ مِمَّا تَأويلُهُ بَعْدَ تَنْزيلِهِ(٢٧٥).
بيان: (يَرْكُضُونَ) أي يهربون مسرعين راكضين دوابهم، قوله تعالى: (حَصِيداً) أي مثل الحصيد وهو النبت المحصود، (خامِدِينَ) أي ميّتين من خمدت النار.
٦ _ تفسير القمي: (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ)(٢٧٦) قَالَ: الْكُتُبُ كُلُّهَا ذِكْرٌ، (أنَّ الأرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) قَالَ: الْقَائِمُ عليه السلام وَأصْحَابُهُ(٢٧٧).
توضيح: قوله: الكتب كلّها ذكر، أي بعد أن كتبنا في الكتب الأخر المنزلة. وقال المفسّرون: المراد به التوراة، وقيل: المراد بالزبور جنس الكتب المنزلة وبالذكر اللوح المحفوظ.
٧ _ تفسير القمي: أبِي، عَن ابْن أبِي عُمَيْرٍ، عَن ابْن مُسْكَانَ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)(٢٧٨) قَالَ: (إِنَّ الْعَامَّةَ يَقُولُونَ: نَزَلَتْ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا أخْرَجَتْهُ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ، وَإِنَّمَا هُوَ الْقَائِمُ عليه السلام(٢٧٩) إِذَا خَرَجَ يَطْلُبُ بِدَم الْحُسَيْن عليه السلام وَهُوَ قَوْلُهُ: نَحْنُ أوْلِيَاءُ الدَّم وَطُلاَّبُ التّرَةِ)(٢٨٠).
٨ _ تفسير القمي: (وَمَنْ عاقَبَ)(٢٨١) يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، (بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ) يَعْنِي حِينَ(٢٨٢) أرَادُوا أنْ يَقْتُلُوهُ، (ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) بِالْقَائِم مِنْ وُلْدِهِ عليه السلام(٢٨٣).
٩ _ تفسير القمي: فِي روَايَةِ أبِي الْجَارُودِ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِهِ: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ)(٢٨٤)، (فَهَذِهِ لآِلِ مُحَمَّدِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ إِلَى آخِر الأئِمَّةِ(٢٨٥) وَالْمَهْدِيّ وَأصْحَابِهِ يَمْلِكُهُمُ اللهُ مَشَارقَ الأرْض وَمَغَاربَهَا وَيُظْهِرُ [بِهِ](٢٨٦)الدَّينَ وَيُمِيتُ اللهُ بِهِ وَبِأصْحَابِهِ الْبِدَعَ وَالْبَاطِلَ كَمَا أمَاتَ السُّفَهَاءُ الْحَقَّ حَتَّى لاَ يُرَى أيْنَ الظُّلْمُ وَيَأمُرُونَ بالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَن الْمُنْكَر)(٢٨٧).
١٠ _ تفسير القمي: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ)(٢٨٨).
فَإنَّهُ حَدَّثَنِي أبِي، عَن ابْن أبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَام، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: (تَخْضَعُ رقَابُهُمْ _ يَعْنِي بَنِي اُمَيَّةَ _ وَهِيَ الصَّيْحَةُ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْم صَاحِبِ الأمْر عليه السلام)(٢٨٩).
١١ _ تفسير القمي: (أمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الأرْضِ)(٢٩٠).
فَإنَّهُ حَدَّثَنِي أبِي، عَن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن فَضَّالٍ، عَنْ صَالِح بْن عُقْبَةَ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: (نَزَلَتْ فِي الْقَائِم عليه السلام، هُوَ وَاللهِ الْمُضْطَرُّ إِذَا صَلَّى فِي الْمَقَام رَكْعَتَيْن وَدَعَا اللهَ فَأجَابَهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُهُ خَلِيفَةً فِي الأرْض)(٢٩١).
١٢ _ تفسير القمي: (وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ)(٢٩٢) يَعْنِي الْقَائِمَ عليه السلام، (لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أوَلَيْسَ اللهُ بِأعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ).(٢٩٣)
١٣ _ تفسير القمي: جَعْفَرُ بْنُ أحْمَدَ، عَنْ عَبْدِ الْكَريم بْن عَبْدِ الرَّحِيم، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَلِيّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن الْفُضَيْل، عَن الثُّمَالِيّ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ((وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ)(٢٩٤) يَعْنِي الْقَائِمَ وَأصْحَابَهُ (فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) وَالْقَائِمُ إِذَا قَامَ انْتَصَرَ مِنْ بَنِي اُمَيَّةَ وَمِنَ الْمُكَذَّبِينَ وَالنُّصَّابِ هُوَ وَأصْحَابُهُ وَهُوَ قَوْلُ اللهِ: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ))(٢٩٥).
تفسير فرات: أحمد بن محمّد بن أحمد بن طلحة الخراساني، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن إسماعيل بن مهران، عن يحيى بن أبان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبِي جعفر عليه السلام مثله(٢٩٦).
١٤ _ تفسير القمي: رُويَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ)(٢٩٧) يَعْنِي خُرُوجَ الْقَائِم عليه السلام(٢٩٨).
١٥ _ تفسير القمي: أحْمَدُ بْنُ إِدْريسَ، عَن الأشْعَريّ، عَن ابْن يَزيدَ، عَنْ عَلِيّ بْن حَمَّادٍ الْخَزَّازِ، عَن الْحُسَيْن بْن أحْمَدَ الْمِنْقَريّ، عَنْ يُونُسَ بْن ظَبْيَانَ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (مُدْهامَّتانِ)(٢٩٩) قَالَ: (يَتَّصِلُ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ نَخْلاً)(٣٠٠).
١٦ _ تفسير القمي: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ)(٣٠١) قَالَ: بِالْقَائِم مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ(٣٠٢) إِذَا خَرَجَ (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)(٣٠٣) حَتَّى لاَ يُعْبَدَ غَيْرُ اللهِ وَهُوَ قَوْلُهُ: يَمْلاَ الأرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً(٣٠٤).
١٧ _ تفسير القمي: (وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ)(٣٠٥) يَعْنِي فِي الدُّنْيَا بِفَتْح الْقَائِم عليه السلام(٣٠٦).
١٨ _ تفسير القمي: (حَتَّى إِذا رَأوْا ما يُوعَدُونَ)(٣٠٧) قَالَ: الْقَائِمُ وَأمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهما السلام(٣٠٨) (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أضْعَفُ ناصِراً وَأقَلُّ عَدَداً).(٣٠٩)
١٩ _ تفسير القمي: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ)(٣١٠) يَا مُحَمَّدُ، (أمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) لَوْ بُعِثَ(٣١١) الْقَائِمُ عليه السلام فَيَنْتَقِمُ لِي مِنَ الْجَبَّارينَ وَالطَّوَاغِيتِ مِنْ قُرَيْشٍ وَبَنِي اُمَيَّةَ وَسَائِر النَّاس(٣١٢).
٢٠ _ تفسير القمي: أحْمَدُ بْنُ إِدْريسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ الْجَبَّار، عَن ابْن أبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْن عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن مُسْلِم، قَالَ: سَألْتُ أبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ: (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى)(٣١٣)، قَالَ: (اللَّيْلُ فِي هَذَا الْمَوْضِع الثَّانِي(٣١٤) غَشَّ أمِيرَ الْمُؤْمِنينَ عليه السلام فِي دَوْلَتِهِ الَّتِي جَرَتْ لَهُ عَلَيْهِ وَاُمِرَ أمِيرُ الْمُؤْمِنينَ عليه السلام أنْ يَصْبِرَ فِي دَوْلَتِهِمْ حَتَّى تَنْقَضِيَ)، قَالَ: (وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى)(٣١٥)، قَالَ: (النَّهَارُ هُوَ الْقَائِمُ مِنَّا أهْلَ الْبَيْتِ عليهم السلام إِذَا قَامَ غَلَبَ دَوْلَةَ الْبَاطِل. وَالْقُرْآنُ ضَرَبَ فِيهِ الأمْثَالَ لِلنَّاس وَخَاطَبَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم بِهِ وَنَحْنُ [نَعْلَمُهُ] فَلَيْسَ يَعْلَمُهُ غَيْرُنَا)(٣١٦).
إيضاح: قوله عليه السلام: (غَشَّ) لعلَّه بيان لحاصل المعنى لا لأنَّه مشتقّ من الغش أي غشيه وأحاط به وأطفى نوره وظلمه وغشَّه، ويحتمل أن يكون من باب أمللت وأمليت.
٢١ _ تفسير القمي: (قُلْ أرَأيْتُمْ إِنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ)(٣١٧).
قُلْ: أرَأيْتُمْ إِنْ أصْبَحَ إِمَامُكُمْ غَائِباً فَمَنْ يَأتِيكُمْ بِإِمَام مِثْلِهِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن أحْمَدَ، عَن الْقَاسِم بْن الْعَلاَءِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن عَلِيّ الْفَزَاريّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن جُمْهُورٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْن أيُّوبَ، قَالَ: سُئِلَ الرَّضَا صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ عَنْ قَوْلِ اللهِ عز وجل: (قُلْ أرَأيْتُمْ إِنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ)، فَقَالَ عليه السلام: (مَاؤُكُمْ أبْوَابُكُمُ(٣١٨) الأئِمَّةُ وَالأئِمَّةُ أبْوَابُ اللهِ(٣١٩) (فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) يَعْنِي يَأتِيكُمْ بِعِلْم الإمَام)(٣٢٠).
٢٢ _ تفسير القمي: (هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(٣٢١) إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي الْقَائِم مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام وَهُوَ الإمَامُ الَّذِي يُظْهِرُهُ اللهُ عَلَى الدَّين كُلّهِ فَيَمْلاَ الأرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً وَهَذَا(٣٢٢) مِمَّا ذَكَرْنَا أنَّ تَأويلَهُ(٣٢٣) بَعْدَ تَنْزيلِهِ(٣٢٤).
٢٣ _ الخصال: الْعَطَّارُ، عَنْ سَعْدٍ، عَن ابْن يَزيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن الْحَسَن الْمِيثَمِيّ، عَنْ مُثَنّى الْحَنَّاطِ، قَالَ: سَمِعْتُ أبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ: ((أيَّامَ اللهِ)(٣٢٥) ثَلاَثَةٌ: يَوْمُ يَقُومُ الْقَائِمُ، وَيَوْمُ الْكَرَّةِ، وَيَوْمُ الْقِيَامَةِ)(٣٢٦).
معاني الأخبار: أبي، عن الحميري، عن ابن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن مثنّى الحنّاط، عن جعفر، عن أبيه عليه السلام، مثله(٣٢٧).
٢٤ _ ثواب الأعمال: ابْنُ الْوَلِيدِ، عَن الصَّفَّار، عَنْ عَبَّادِ بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ أبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لأبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام: (هَلْ أتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ)(٣٢٨)، قَالَ: (يَغْشَاهُمُ الْقَائِمُ بِالسَّيْفِ)، قَالَ: قُلْتُ: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ)(٣٢٩)، قَالَ: (يَقُولُ خَاضِعَةٌ لاَ تُطِيقُ الامْتِنَاعَ)، قَالَ: قُلْتُ: (عامِلَةٌ)(٣٣٠) قَالَ: (عَمِلَتْ بِغَيْر مَا أنْزَلَ اللهُ عز وجل)، قُلْتُ: (ناصِبَةٌ)، قَالَ: (نَصْبُ غَيْر(٣٣١) وُلاَةِ الأمْر)، قَالَ: قُلْتُ: (تَصْلى ناراً حامِيَةً)(٣٣٢)، قَالَ: (تَصْلَى نَارَ الْحَرْبِ فِي الدُّنْيَا عَلَى عَهْدِ الْقَائِم وَفِي الآخِرَةِ نَارَ جَهَنَّمَ)(٣٣٣).
٢٥ _ كمال الدين، وثواب الأعمال: أبِي، عَنْ سَعْدٍ، عَن ابْن أبِي الْخَطَّابِ، عَن ابْن مَحْبُوبٍ، عَن ابْن رئَابٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام أنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ)(٣٣٤) فَقَالَ: (الآيَاتُ هُمُ الأئِمَّةُ وَالآيَةُ الْمُنْتَظَرُ هُوَ الْقَائِمُ عليه السلام فَيَوْمَئِذٍ لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْل قِيَامِهِ بِالسَّيْفِ وَإِنْ آمَنَتْ بِمَنْ تَقَدَّمَهُ مِنْ آبَائِهِ عليهم السلام)(٣٣٥).
ثواب الأعمال: وحدَّثنا بذلك أحمد بن زياد، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير وابن محبوب، عن ابن رئاب وغيره، عن الصادق عليه السلام(٣٣٦).
٢٦ _ كمال الدين: أبِي وَابْنُ الْوَلِيدِ مَعاً، عَنْ سَعْدٍ وَالْحِمْيَريّ مَعاً، عَنْ أحْمَدَ بْن الْحُسَيْن بْن عُمَرَ بْن يَزيدَ، عَن الْحُسَيْن بْن الرَّبيع، عَنْ مُحَمَّدِ بْن إِسْحَاقَ، عَنْ أسَدِ بْن ثَعْلَبَةَ، عَنْ اُمَّ هَانِئ، قَالَتْ: لَقِيتُ أبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبِي طَالِبٍ عليهم السلام فَسَألْتُهُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوارِ الْكُنَّسِ)(٣٣٧) فَقَالَ: (إِمَامٌ يَخْنِسُ فِي زَمَانِهِ عِنْدَ انْقِضَاءٍ مِنْ عِلْمِهِ سَنَةَ سِتّينَ وَمِائَتَيْن ثُمَّ يَبْدُو كَالشّهَابِ الْوَقَّادِ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْل فَإنْ أدْرَكْتَ ذَلِكَ قَرَّتْ عَيْنَاكَ)(٣٣٨).
الغيبة للطوسي: جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد بن علي، عن الأسدي، عن سعد، عن الحسين بن عمر بن يزيد، عن أبي الحسن بن أبِي الربيع، عن محمّد بن إسحاق، مثله(٣٣٩).
الغيبة للنعماني: الكليني، عن عدّة من رجاله، عن سعد، عن أحمد بن الحسين(٣٤٠) بن عمر، عن الحسين(٣٤١) بن أبي الربيع، عن محمّد بن إسحاق، مثله(٣٤٢).
تفسير: قال البيضاوي: (بِالْخُنَّسِ) بالكواكب الرواجع من خنس إذا تأخَّر وهي ما سوى النيرين(٣٤٣) من السيارات الجوار، (الْكُنَّسِ) أي السيارات التي تختفي تحت ضوء الشمس من كنس الوحش إذا دخل كناسته، انتهى(٣٤٤).
[وأقول: على تأويله على الجمعية إمَّا للتعظيم أو للمبالغة في التأخّر، أو لشموله لسائر الأئمّة عليهم السلام باعتبار الرجعة، أو لأنَّ ظهوره عليه السلام بمنزلة ظهور الجميع، ويحتمل أن يكون المراد بها الكواكب، فيكون ذكرها لتشبيه الإمام بها في الغيبة والظهور كما في أكثر البطون. (فإن أدركت) أي على الفرض البعيد أو في الرجعة، (ذلك): أي ظهوره وتمكّنه](٣٤٥).
٢٧ _ كمال الدين: أبِي وَابْنُ الْوَلِيدِ مَعاً، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ مُوسَى بْن عُمَرَ بْن يَزيدَ، عَنْ عَلِيّ بْن أسْبَاطٍ، عَنْ عَلِيّ بْن أبِي حَمْزَةَ، عَنْ أبِي بَصِيرٍ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: (قُلْ أرَأيْتُمْ إِنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ)(٣٤٦) فَقَالَ: (هَذِهِ نَزَلَتْ فِي الْقَائِم، يَقُولُ: إِنْ أصْبَحَ إِمَامُكُمْ غَائِباً عَنْكُمْ لاَ تَدْرُونَ أيْنَ هُوَ فَمَنْ يَأتِيكُمْ بِإمَام ظَاهِرٍ يَأتِيكُمْ بِأخْبَار السَّمَاءِ وَالأرْض وَحَلاَلِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ وَحَرَامِهِ)، ثُمَّ قَالَ: (وَاللهِ مَا جَاءَ تَأويلُ الآيَةِ وَلاَ بُدَّ أنْ يَجِيءَ تَأويلُهَا)(٣٤٧).
الغيبة للطوسي: جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن الأسدي، عن سعد، عن موسى بن عمر بن يزيد، مثله(٣٤٨).
٢٨ _ كمال الدين: ابْنُ الْمُتَوَكّل، عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّار، عَن ابْن عِيسَى، عَنْ عُمَرَ بْن عَبْدِ الْعَزيز، عَنْ غَيْر وَاحِدٍ مِنْ أصْحَابِنَا، عَنْ دَاوُدَ الرَّقّيّ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)(٣٤٩) قَالَ: (مَنْ أقَرَّ بِقِيَام الْقَائِمِ عليه السلام أنَّهُ حَقٌّ)(٣٥٠).
٢٩ _ كمال الدين: الدَّقَّاقُ، عَن الأسَدِيّ، عَن النَّخَعِيّ، عَن النَّوْفَلِيّ، عَنْ عَلِيّ بْن أبِي حَمْزَةَ، عَنْ يَحْيَى بْن أبِي الْقَاسِم، قَالَ: سَألْتُ الصَّادِقَ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عز وجل: (الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)(٣٥١) فَقَالَ: (الْمُتَّقُونَ شِيعَةُ عَلِيّ عليه السلام وَأمَّا الْغَيْبُ فَهُوَ الْحُجَّةُ الْغَائِبُ وَشَاهِدُ ذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: (وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ للهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ)(٣٥٢))(٣٥٣).
٣٠ _ كمال الدين: الْمُظَفَّرُ الْعَلَويُّ، عَن ابْن الْعَيَّاشِيّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَبْرَئِيلَ بْن أحْمَدَ، عَنْ مُوسَى بْن جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيّ، عَنْ مُوسَى بْن الْقَاسِم، عَنْ عَلِيّ بْن جَعْفَرٍ، عَنْ أخِيهِ مُوسَى عليه السلام قَالَ: سَمِعْتُ أبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام يَقُولُ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: (قُلْ أرَأيْتُمْ إِنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ)(٣٥٤) (قُلْ: أرَأيْتُمْ إِنْ غَابَ عَنْكُمْ إِمَامُكُمْ فَمَنْ يَأتِيكُمْ بِإمَام جَدِيدٍ)(٣٥٥).
الغيبة للنعماني: محمّد بن همام، عن أحمد بن مابنداد(٣٥٦)، عن أحمد بن هليل(٣٥٧)، عن موسى بن القاسم، مثله(٣٥٨).
وعن الكليني، عن علي بن محمّد، عن سهل، عن موسى بن القاسم مثله(٣٥٩).
٣١ _ الغيبة للطوسي: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أحْمَدَ بْن مَالِكٍ، عَنْ حَيْدَر بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْن يَعْقُوبَ، عَنْ نَصْر بْن مُزَاحِم، عَنْ مُحَمَّدِ بْن مَرْوَانَ، عَن الْكَلْبِيّ، عَنْ أبِي صَالِح، عَن ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ)(٣٦٠) قَالَ: هُوَ خُرُوجُ الْمَهْدِيّ(٣٦١).
٣٢ _ الغيبة للطوسي: بِهَذَا الإسْنَادِ عَن ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (اعْلَمُوا أنَّ اللهَ يُحْيِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها)(٣٦٢) يَعْنِي يُصْلِحُ الأرْضَ بِقَائِم آلِ مُحَمَّدٍ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا يَعْنِي مِنْ بَعْدِ جَوْر أهْل مَمْلَكَتِهَا، (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآْياتِ) بِقَائِم آلِ مُحَمَّدٍ، (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).(٣٦٣)
٣٣ _ الغيبة للطوسي: أبُو مُحَمَّدٍ الْمَجْدِيُّ(٣٦٤)، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَلِيّ بْن تَمَّام، عَن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدٍ الْقِطَعِيّ، عَنْ عَلِيّ بْن أحْمَدَ بْن حَاتِم، عَنْ مُحَمَّدِ بْن مَرْوَانَ، عَن الْكَلْبِيّ، عَنْ أبِي صَالِح، عَن ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللهِ: (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ * فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)(٣٦٥) قَالَ: قِيَامُ الْقَائِم عليه السلام، وَمِثْلُهُ: (أيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً)(٣٦٦) قَالَ: أصْحَابُ الْقَائِم يَجْمَعُهُمُ اللهُ فِي يَوْم وَاحِدٍ(٣٦٧).
٣٤ _ الغيبة للطوسي: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمُقْري، عَنْ عَلِيّ بْن الْعَبَّاس، عَنْ بَكَّار بْن أحْمَدَ، عَن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن، عَنْ سُفْيَانَ الْجَريريّ، عَنْ عُمَيْر بْن هَاشِم الطَّائِيّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْن عَبْدِ اللهِ بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن فِي هَذِهِ الآيَةِ: (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)(٣٦٨) قَالَ: قِيَامُ الْقَائِم مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: وَفِيهِ نَزَلَتْ: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)(٣٦٩) قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْمَهْدِيّ عليه السلام(٣٧٠).
كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: محمّد بن العبّاس، عن علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن الحسن بن الحسين، مثله(٣٧١).
٣٥ _ الغيبة للطوسي: مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدٍ الْقِطَعِيّ، عَنْ عَلِيّ بْن حَاتِم، عَنْ مُحَمَّدِ بْن مَرْوَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْن يَحْيَى الثَّوْريّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدَّهِ، عَنْ عَلِيّ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَنُرِيدُ أنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ)(٣٧٢) قَالَ: (هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ يَبْعَثُ اللهُ مَهْدِيَّهُمْ بَعْدَ جَهْدِهِمْ فَيُعِزُّهُمْ وَيُذِلُّ عَدُوَّهُمْ)(٣٧٣).
٣٦ _ كمال الدين: عَلِيُّ بْنُ حَاتِم فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، عَنْ أحْمَدَ بْن زِيَادٍ، عَن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن سَمَاعَةَ، عَنْ أحْمَدَ بْن الْحَسَن الْمِيثَمِيّ، عَنْ سَمَاعَةَ وَغَيْرهِ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: (نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الْقَائِمِ عليه السلام: (وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ)(٣٧٤))(٣٧٥).
٣٧ _ كمال الدين: بِهَذَا الإسْنَادِ عَن الْمِيثَمِيّ، عَن ابْن مَحْبُوبٍ، عَنْ مُؤْمِن الطَّاقِ، عَنْ سَلاَّم بْن الْمُسْتَنِير، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: (اعْلَمُوا أنَّ اللهَ يُحْيِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها)(٣٧٦) قَالَ: (يُحْيِيهَا اللهُ عز وجل بِالْقَائِم بَعْدَ مَوْتِهَا يَعْنِي بِمَوْتِهَا كُفْرَ أهْلِهَا وَالْكَافِرُ مَيَّتٌ)(٣٧٧).
٣٨ _ تفسير العياشي: عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللهِ: (وَتِلْكَ الأيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ)(٣٧٨) قَالَ: (مَا زَالَ مُنْذُ خَلَقَ اللهُ آدَمَ دَوْلَةٌ للهِ وَدَوْلَةٌ لإبْلِيسَ فَأيْنَ دَوْلَةُ اللهِ أمَا هُوَ قَائِمٌ وَاحِدٌ)(٣٧٩).
٣٩ _ تفسير العياشي: عَنْ عَمْرو بْن شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ أبُو جَعْفَرٍ عليه السلام فِي هَذِهِ الآيَةِ: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ)(٣٨٠) (يَوْمَ يَقُومُ الْقَائِمُ عليه السلام يَئِسَ بَنُو اُمَيَّةَ فَهُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا، يَئِسُوا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام)(٣٨١).
٤٠ _ تفسير العياشي: عَنْ جَابِرٍ، عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّدٍ وَأبِي جَعْفَرٍ عليهما السلام فِي قَوْلِ اللهِ: (وَأذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأكْبَرِ)(٣٨٢) قَالَ: (خُرُوجُ الْقَائِم، وَ(أذانٌ) دَعْوَتُهُ إِلَى نَفْسِهِ)(٣٨٣).
بيان: هذا بطن للآية.
٤١ _ تفسير العياشي: عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ: قَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام: (سُئِلَ أبِي عَنْ قَوْلِ اللهِ: (قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً)(٣٨٤) حَتَّى لاَ يَكُونَ مُشْركٌ(٣٨٥)، (وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ)(٣٨٦))، ثُمَّ قَالَ: (إِنَّهُ لَمْ يَجِئْ تَأويلُ هَذِهِ الآيَةِ وَلَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا(٣٨٧) سَيَرَى مَنْ يُدْركُهُ مَا يَكُونُ مِنْ تَأويل هَذِهِ الآيَةِ وَلَيَبْلُغَنَّ دَيْنُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم مَا بَلَغَ اللَّيْلُ حَتَّى لاَ يَكُونَ شِرْكٌ عَلَى ظَهْر الأرْض كَمَا قَالَ اللهُ)(٣٨٨).
بيان: أي كما قال الله في قوله: (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ).
٤٢ _ تفسير العياشي: عَنْ أبَانٍ، عَنْ مُسَافِرٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللهِ: (وَلَئِنْ أخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ)(٣٨٩) (يَعْنِي عِدَّةً كَعِدَّةِ بَدْرٍ)(٣٩٠)، قَالَ: (يَجْمَعُونَ لَهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ قَزَعاً كَقَزَع الْخَريفِ)(٣٩١).
إيضاح: قال الجزري في حديث علي عليه السلام: (فيجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف): أي قطع السحاب المتفرّقة وإنَّما خصَّ الخريف لأنَّه أوّل الشتاء والسحاب يكون فيه متفرّقاً غير متراكم ولا مطبق، ثمَّ يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك(٣٩٢).
٤٣ _ تفسير العياشي: عَن الْحُسَيْن، عَن الْخَزَّازِ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام: (وَلَئِنْ أخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ)(٣٩٣) قَالَ: (هُوَ الْقَائِمُ وَأصْحَابُهُ)(٣٩٤).
٤٤ _ تفسير العياشي: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْن عُمَرَ، عَمَّنْ سَمِعَ أبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ: (إِنَّ عَهْدَ نَبِيّ اللهِ صَارَ عِنْدَ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن عليه السلام، ثُمَّ صَارَ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْن عَلِيّ، ثُمَّ يَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ فَالْزَمْ هَؤُلاَءِ فَإذَا خَرَجَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مَعَهُ ثَلاَثُمِائَةِ رَجُلٍ وَمَعَهُ رَايَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَامِداً إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يَمُرَّ بِالْبَيْدَاءِ فَيَقُولَ: هَذَا مَكَانُ الْقَوْم الَّذِينَ خُسِفَ بِهِمْ وَهِيَ الآيَةُ الَّتِي قَالَ اللهُ: (أفَأمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأرْضَ أوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ)(٣٩٥))(٣٩٦).
٤٥ _ تفسير العياشي: عَن ابْن سِنَانٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللهِ: (أفَأمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأرْضَ)(٣٩٧) قَالَ: (هُمْ أعْدَاءُ اللهِ وَهُمْ يُمْسَخُونَ وَيُقْذَفُونَ وَيَسْبُخُونَ فِي الأرْض)(٣٩٨).
٤٦ _ تفسير العياشي: عَنْ صَالِح بْن سَهْلٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ: (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرْضِ مَرَّتَيْنِ)(٣٩٩) (قَتْلُ عَلِيّ وَطَعْنُ الْحَسَن، (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) قَتْلُ الْحُسَيْن، (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما)(٤٠٠) إِذَا جَاءَ نَصْرُ دَم الْحُسَيْن، (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) قَوْمٌ يَبْعَثُهُمُ اللهُ قَبْلَ خُرُوج الْقَائِم لاَ يَدَعُونَ وتْراً لآِلِ مُحَمَّدٍ إِلاَّ أحْرَقُوهُ، (وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً) قَبْلَ قِيَام الْقَائِم، (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأمْدَدْناكُمْ بِأمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أكْثَرَ نَفِيراً)(٤٠١) خُرُوجُ الْحُسَيْن عليه السلام فِي الْكَرَّةِ فِي سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ أصْحَابِهِ الَّذِينَ قُتِلُوا مَعَهُ عَلَيْهِمُ الْبِيضُ الْمُذَهَّبُ لِكُلّ بِيضَةٍ وَجْهَان وَالْمُؤَدَّي إِلَى النَّاس أنَّ الْحُسَيْنَ قَدْ خَرَجَ فِي أصْحَابِهِ حَتَّى لاَ يَشُكَّ فِيهِ الْمُؤْمِنُونَ وَأنَّهُ لَيْسَ بِدَجَّالٍ وَلاَ شَيْطَانٍ، الإمَامُ الَّذِي بَيْنَ أظْهُر النَّاس يَوْمَئِذٍ، فَإذَا اسْتَقَرَّ عِنْدَ الْمُؤْمِن أنَّهُ الْحُسَيْنُ لاَ يَشُكُّونَ فِيهِ وَبَلَغَ عَن الْحُسَيْن الْحُجَّةُ الْقَائِمُ بَيْنَ أظْهُر النَّاس وَصَدَّقَهُ الْمُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ جَاءَ الْحُجَّةَ الْمَوْتُ فَيَكُونُ الَّذِي يَلِي غُسْلَهُ وَكَفْنَهُ وَحَنُوطَهُ وَإِيلاَجَهُ(٤٠٢)حُفْرَتَهُ الْحُسَيْنَ وَلاَ يَلِي الْوَصِيَّ إِلاَّ الْوَصِيُّ)، وَزَادَ إِبْرَاهِيمُ فِي حَدِيثِهِ: (ثُمَّ يَمْلِكُهُمُ الْحُسَيْنُ حَتَّى يَقَعَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ)(٤٠٣).
بيان: قوله: (لا يدعون وتراً) أي ذا وتر وجناية ففي الكلام تقدير مضاف، و(الوتر) بالكسر الجناية والظلم.
٤٧ _ تفسير العياشي: عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: كَانَ يَقْرَاُ: (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)(٤٠٤) ثُمَّ قَالَ: (وَهُوَ الْقَائِمُ وَأصْحَابُهُ اُولِي بَأسٍ شَدِيدٍ)(٤٠٥).
٤٨ _ تفسير العياشي: عَنْ مَسْعَدَةَ بْن صَدَقَةَ، عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدَّهِ عليهم السلام قَالَ: قَالَ أمِيرُ الْمُؤْمِنينَ عليه السلام فِي خُطْبَتِهِ: (يَا أيُّهَا النَّاسُ سَلُوني قَبْلَ أنْ تَفْقِدُوني فَإنَّ بَيْنَ جَوَانِحِي عِلْماً جَمّاً فَسَلُوني قَبْلَ أنْ تَبْقَرَ(٤٠٦) بِرجْلِهَا فِتْنَةً شَرْقِيَّةً تَطَاُ فِي حُطَامِهَا مَلْعُونٌ نَاعِقُهَا وَمَوْلاَهَا وَقَائِدُهَا وَسَائِقُهَا وَالْمُتَحَرَّزُ فِيهَا فَكَمْ عِنْدَهَا مِنْ رَافِعَةٍ ذَيْلَهَا يَدْعُو بِوَيْلِهَا دَخَلَهُ أوْ حَوْلَهَا لاَ مَأوَى يَكُنُّهَا وَلاَ أحَدَ يَرْحَمُهَا فَإذَا اسْتَدَارَ الْفَلَكُ قُلْتُمْ: مَاتَ أوْ هَلَكَ وَأيَّ وَادٍ سَلَكَ فَعِنْدَهَا تَوَقَّعُوا الْفَرَجَ وَهُوَ تَأويلُ هَذِهِ الآيَةِ: (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأمْدَدْناكُمْ بِأمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أكْثَرَ نَفِيراً)(٤٠٧) وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأ النَّسَمَةَ لَيَعِيشُ إِذْ ذَاكَ مُلُوكٌ نَاعِمِينَ وَلاَ يَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يُولَدَ لِصُلْبِهِ ألْفُ ذَكَرٍ آمِنينَ مِنْ كُلّ بِدْعَةٍ وَآفَةٍ [والتنزيل] عَامِلِينَ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ قَدِ اضْمَحَلَّتْ عَلَيْهِمُ الآفَاتُ وَالشُّبُهَاتُ)(٤٠٨).
توضيح: (قبل أن تبقر) قال الجزري: في حديث أبي موسى: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (سيأتي على الناس فتنة باقرة تدع الحليم حيران) أي واسعة عظيمة(٤٠٩)، وفي بعض النسخ بالنون والفاء أي تنفر ضارباً برجلها، والضمير في (حطامها) راجع إلى الدنيا بقرينة المقام أو إلى الفتنة بملابسة أخذها والتصرّف فيها. قوله: (والمتجرز) لعلَّه من جرز أي أكل أكلاً وحيا وقتل وقطع وبخس، وفي النسخة بالحاء المهملة ولعلَّ المعنى من يتحرّز من إنكارها ورفعها لئلاَّ يخل بدنياه، وسائر الخبر كان مصحَّفاً فتركته على ما وجدته، والمقصود واضح.
٤٩ _ الغيبة للنعماني: الْكُلَيْنِيُّ، عَنْ أبِي عَلِيّ الأشْعَريّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن الْقَاسِم، عَن الْمُفَضَّل، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام أنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللهِ عز وجل: (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ)(٤١٠) قَالَ: (إِنَّ مِنَّا إِمَاماً مُسْتَتِراً فَإذَا أرَادَ اللهُ عز وجل إِظْهَارَ أمْرهِ نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً فَظَهَرَ فَقَامَ بِأمْر اللهِ عز وجل)(٤١١).
٥٠ _ الغيبة للنعماني: ابْنُ عُقْدَةَ، عَنْ أحْمَدَ بْن يُوسُفَ بْن يَعْقُوبَ أبو [أبِي] الْحُسَيْن مِنْ كِتَابِهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن مِهْرَانَ، عَن ابْن الْبَطَائِنيّ، عَنْ أبِيهِ وَوَهْبٍ، عَنْ أبِي بَصِيرٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ عز وجل: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)(٤١٢) قَالَ: (الْقَائِمُ وَأصْحَابُهُ)(٤١٣).
٥١ _ الغيبة للنعماني: ابْنُ عُقْدَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْن زِيَادٍ، عَنْ عَلِيّ بْن الصَّبَّاح، عَن الْحَسَن بْن مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيّ، عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْن عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْن عَبْدِ الْعَزيز، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ: (وَلَئِنْ أخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ)(٤١٤) قَالَ: (الْعَذَابُ خُرُوجُ الْقَائِم، وَالاُمَّةُ الْمَعْدُودَةُ [عِدَّةُ] أهْل بَدْرٍ وَأصْحَابُهُ)(٤١٥).
٥٢ _ الغيبة للنعماني: ابْنُ عُقْدَةَ وَأحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن مِهْرَانَ، عَن الْحَسَن بْن عَلِيّ، عَنْ أبِيهِ وَوَهْبٍ(٤١٦)، عَنْ أبِي بَصِيرٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً)(٤١٧) قَالَ: (نَزَلَتْ فِي الْقَائِم وَأصْحَابِهِ يَجْمَعُونَ(٤١٨) عَلَى غَيْر مِيعَادٍ)(٤١٩).
٥٣ _ الغيبة للنعماني: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْن الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّار، عَنْ مُحَمَّدِ بْن الْحَسَن(٤٢٠)، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَلِيّ الْكُوفِيّ، عَن ابْن أبِي نَجْرَانَ، عَن الْقَاسِم، عَنْ أبِي بَصِيرٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)(٤٢١) قَالَ: (هِيَ فِي الْقَائِم عليه السلام وَأصْحَابِهِ)(٤٢٢).
٥٤ _ الغيبة للنعماني: عَلِيُّ بْنُ أحْمَدَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْن مُوسَى، عَن الْبَرْقِيّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ أبِي بَصِيرٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ: (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ)(٤٢٣) قَالَ: (اللهُ يَعْرفُهُمْ وَلَكِنْ نَزَلَتْ فِي الْقَائِم يَعْرفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ فَيَخْبِطُهُمْ بِالسَّيْفِ هُوَ وَأصْحَابُهُ خَبْطاً)(٤٢٤).
بيان: قال الفيروزآبادي: خبطه يخبطه: ضربه شديداً والقوم بسيفه جلدهم(٤٢٥).
٥٥ _ كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس، عَنْ عَلِيّ بْن حَاتِم، عَنْ حَسَن بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ جَعْفَر(٤٢٦) بْن عُمَرَ بْن سَالِم، عَنْ مُحَمَّدِ بْن حُسَيْن بْن عَجْلاَنَ، عَنْ مُفَضَّل بْن عُمَرَ قَالَ: سَألْتُ أبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عز وجل: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الأدْنى دُونَ الْعَذابِ الأكْبَرِ)(٤٢٧) قَالَ: (الأدْنَى غَلاَءُ السَّعْر، وَالأكْبَرُ الْمَهْدِيُّ بِالسَّيْفِ)(٤٢٨).
٥٦ _ كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس، عَنْ أحْمَدَ(٤٢٩) بْن زِيَادٍ، عَن الْحَسَن بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ(٤٣٠) سَمَاعَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْن عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: (إِنَّ الْقَائِمَ إِذَا خَرَجَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَيَسْتَقْبِلُ الْكَعْبَةَ وَيَجْعَلُ ظَهْرَهُ إِلَى الْمَقَام ثُمَّ يُصَلّي رَكْعَتَيْن ثُمَّ يَقُومُ فَيَقُولُ: يَا أيُّهَا النَّاسُ أنَا أوْلَى النَّاس بِآدَمَ، يَا أيُّهَا النَّاسُ أنَا أوْلَى النَّاس بِإبْراهِيمَ، يَا أيُّهَا النَّاسُ أنَا أوْلَى النَّاس بِإسْمَاعِيلَ، يَا أيُّهَا النَّاسُ أنَا أوْلَى النَّاس بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، ثُمَّ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ فَيَدْعُو وَيَتَضَرَّعُ حَتَّى يَقَعَ عَلَى وَجْهِهِ وَهُوَ قَوْلُهُ عز وجل: (أمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الأرْضِ أإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ)(٤٣١)).
وَبالإسْنَادِ عَن ابْن عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن مُسْلِم، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: (أمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ) قَالَ: (هذا [هَذِهِ] نَزَلَتْ فِي الْقَائِم عليه السلام إِذَا خَرَجَ تَعَمَّمَ وَصَلَّى عِنْدَ الْمَقَام وَتَضَرَّعَ إِلَى رَبَّهِ فَلاَ تُرَدُّ لَهُ رَايَةٌ أبَداً)(٤٣٢).
٥٧ _ كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: قَوْلُهُ تَعَالَى: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأفْواهِهِمْ)(٤٣٣) تَأويلُهُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس: عَنْ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللهِ بْن حَاتِم، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْن هَاشِم، عَنْ أبِي الْجَارُودِ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام أنَّهُ قَالَ: (لَوْ تَرَكْتُمْ(٤٣٤) هَذَا الأمْرَ مَا تَرَكَهُ اللهُ).
وَيُؤَيَّدُهُ مَا رَوَاهُ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَلِيّ بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْض أصْحَابِنَا، عَن الْحَسَن بْن مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن الْفُضَيْل، عَنْ أبِي الْحَسَن الْمَاضِي عليه السلام قَالَ: سَألْتُهُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ، قُلْتُ: (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ)، قَالَ: ((يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأفْواهِهِمْ)(٤٣٥) وَلاَيَةُ أمِير الْمُؤْمِنينَ عليه السلام(٤٣٦)، (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ) الإمَامَةُ(٤٣٧) لِقَوْلِهِ عز وجل: (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أنْزَلْنا)(٤٣٨) وَالنُّورُ هُوَ الإمَامُ)، قُلْتُ لَهُ: (هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ)، قَالَ: (هُوَ الَّذِي أمَرَ اللهُ رَسُولَهُ بِالْوَلاَيَةِ لِوَصِيَّهِ، وَالْوَلاَيَةُ هِيَ دِينُ الْحَقَّ)، قُلْتُ: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)، قَالَ: (عَلَى(٤٣٩) جَمِيع الأدْيَان عِنْدَ قِيَام الْقَائِم لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ) بِوَلاَيَةِ(٤٤٠) الْقَائِم، (وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) بِوَلاَيَةِ عَلِيّ)، قُلْتُ: هَذَا تَنْزيلٌ؟ قَالَ: (نَعَمْ، أمَّا هَذَا الْحَرْفُ فَتَنْزيلٌ وَأمَّا غَيْرُهُ فَتَأويلٌ)(٤٤١).
٥٨ _ كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس، عَنْ أحْمَدَ بْن هَوْذَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن حَمَّادٍ، عَنْ أبِي بَصِيرٍ، قَالَ: سَألْتُ أبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: (هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(٤٤٢)، فَقَالَ: (وَاللهِ مَا اُنْزلَ تَأويلُهَا بَعْدُ)، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ وَمَتَى يُنْزَلُ؟ قَالَ: (حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ إِنْ شَاءَ اللهُ فَإذَا خَرَجَ الْقَائِمُ لَمْ يَبْقَ كَافِرٌ وَلاَ مُشْركٌ إِلاَّ كَرهَ خُرُوجَهُ(٤٤٣) حَتَّى لَوْ كَانَ كَافِرٌ أوْ مُشْركٌ فِي بَطْن صَخْرَةٍ لَقَالَتِ الصَّخْرَةُ: يَا مُؤْمِنُ فِي بَطْنِي كَافِرٌ أوْ مُشْركٌ فَاقْتُلْهُ)، قَالَ: (فَيُنَحَّيهِ اللهُ فَيَقْتُلُهُ)(٤٤٤).
تفسير فرات: جَعْفَرُ بْنُ أحْمَدَ، مُعَنْعَناً عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام مِثْلَهُ. وَفِيهِ: (لَقَالَتِ الصَّخْرَةُ: يَا مُؤْمِنُ فِيَّ مُشْركٌ فَاكْسِرْني وَاقْتُلْهُ)(٤٤٥).
٥٩ _ كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس، عَنْ أحْمَدَ بْن إِدْريسَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْن يَحْيَى، عَنْ يَعْقُوبَ بْن شُعَيْبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْن مِيثَمٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْن ربْعِيٍّ أنَّهُ سَمِعَ أمِيرَ الْمُؤْمِنينَ عليه السلام يَقُولُ: (هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى...) الآيَةَ، (أظَهَرَ ذَلِكَ بَعْدُ كَلاَّ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى لاَ يَبْقَى قَرْيَةٌ إِلاَّ وَنُودِيَ فِيهَا بِشَهَادَةِ أنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ بُكْرَةً وَعَشِيّاً)(٤٤٦).
وَقَالَ أيْضاً: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن أبِي بَكْرٍ الْمُقْري، عَنْ نُعَيْم بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَن ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) قَالَ: لاَ يَكُونُ ذَلِكَ حَتَّى لاَ يَبْقَى يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِيٌّ وَلاَ صَاحِبُ مِلَّةٍ إِلاَّ دَخَلَ فِي الإسْلاَم حَتَّى يَأمَنَ الشَّاةُ وَالذّئْبُ وَالْبَقَرَةُ وَالأسَدُ وَالإنْسَانُ وَالْحَيَّةُ وَحَتَّى لاَ تَقْرضَ فَأرَةٌ جِرَاباً وَحَتَّى تُوضَعَ الْجِزْيَةُ وَيُكْسَرَ الصَّلِيبُ وَيُقْتَلَ الْخِنْزيرُ وَذَلِكَ قَوْلُهُ: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) وَذَلِكَ يَكُونُ عِنْدَ قِيَام الْقَائِم عليه السلام(٤٤٧).
٦٠ _ كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ: (إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أساطِيرُ الأوَّلِينَ)(٤٤٨) (يَعْنِي تَكْذِيبَهُ بِقَائِم آلِ مُحَمَّدٍ عليه السلام إِذْ يَقُولُ لَهُ: لَسْنَا نَعْرفُكَ وَلَسْتَ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ كَمَا قَالَ الْمُشْركُونَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم)(٤٤٩).
٦١ _ تفسير فرات: أبُو الْقَاسِم الْعَلَويُّ، مُعَنْعَناً عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلاَّ أصْحابَ الْيَمِينِ) قَالَ: (نَحْنُ وَشِيعَتُنَا)(٤٥٠)، وَقَالَ(٤٥١) أبُو جَعْفَرٍ: (ثُمَّ شِيعَتُنَا أهْلَ الْبَيْتِ(٤٥٢) (فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) يَعْنِي لَمْ يَكُونُوا مِنْ شِيعَةِ عَلِيّ بْن أبِي طَالِبٍ، (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) فَذَاكَ يَوْمُ الْقَائِم عليه السلام وَهُوَ يَوْمُ الدَّين، (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أتانَا الْيَقِينُ) أيَّامُ الْقَائِم، (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) فَمَا يَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ مَخْلُوقٍ وَلَنْ يَشْفَعَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(٤٥٣).
بيان: قوله عليه السلام: (يعني لم يكونوا) يحتمل وجهين: أحدهما: أنَّ الصلاة لمَّا لم تكن من غير الشيعة مقبولة فعبَّر عنهم بما لا ينفكّ عنهم من الصلاة المقبولة، والثاني: أن يكون من المصلّي تالي السابق في خيل السباق وإنَّما يطلق عليه ذلك لأنَّ رأسه عند صلا السابق والصلا ما عن يمين الذنب وشماله فعبَّر عن التابع بذلك، وقيل: الصلاة أيضاً مأخوذة من ذلك عند إيقاعها جماعة وهذا الوجه الأخير مروي عن أبي عبد الله عليه السلام حيث قال: (عني بها لم نكن من أتباع الأئمّة الذين قال الله فيهم: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)(٤٥٤) أما ترى الناس يسمّون الذي يلي السابق في الحلبة مصلّي فذلك الذي عنى حيث قال: (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)(٤٥٥) لم نك من أتباع السابقين).
٦٢ _ الكافي: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيّ بْن الْعَبَّاس، عَن الْحَسَن بْن عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ عَاصِم بْن حُمَيْدٍ، عَنْ أبِي حَمْزَةَ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِهِ عز وجل: (قُلْ ما أسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أجْرٍ وَما أنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ * إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ)(٤٥٦) قَالَ أمِيرُ الْمُؤْمِنينَ(٤٥٧) عليه السلام: (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأهُ بَعْدَ حِينٍ)(٤٥٨) قَالَ: (عِنْدَ خُرُوج الْقَائِم)، وَفِي قَوْلِهِ عز وجل: (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ)(٤٥٩) قَالَ: (اخْتَلَفُوا كَمَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الاُمَّةُ فِي الْكِتَابِ وَسَيَخْتَلِفُونَ فِي الْكِتَابِ الَّذِي مَعَ الْقَائِم الَّذِي يَأتِيهِمْ بِهِ حَتَّى يُنْكِرَهُ نَاسٌ كَثِيرٌ فَيُقَدَّمُهُمْ فَيَضْربُ أعْنَاقَهُمْ)، وَأمَّا قَوْلُهُ عز وجل: (وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ)(٤٦٠) قَالَ: (لَوْ لاَ مَا تَقَدَّمَ فِيهِمْ مِنَ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ مَا أبْقَى الْقَائِمُ مِنْهُمْ وَاحِداً)، وَفِي قَوْلِهِ عز وجل: (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ)(٤٦١) قَالَ: (بِخُرُوج الْقَائِم عليه السلام)، وَقَوْلُهُ عز وجل: (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ)(٤٦٢) قَالَ: (يَعْنُونَ بِوَلاَيَةِ عَلِيّ عليه السلام)، وَفِي قَوْلِهِ عز وجل: (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ)(٤٦٣) قَالَ: (إِذَا قَامَ الْقَائِمُ عليه السلام ذَهَبَتْ دَوْلَةُ الْبَاطِل)(٤٦٤).
٦٣ _ الكافي: أبُو عَلِيّ الأشْعَريُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ الْجَبَّار، عَن الْحَسَن بْن عَلِيّ، عَنْ عَلِيّ بْن أبِي حَمْزَةَ، عَنْ أبِي بَصِيرٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: سَألْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآْفاقِ وَفِي أنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُ الْحَقُّ)(٤٦٥)، قَالَ: (يُريهِمْ فِي أنْفُسِهِمُ الْمَسْخَ وَيُريهِمْ فِي الآفَاقِ انْتِقَاضَ الآفَاقِ عَلَيْهِمْ فَيَرَوْنَ قُدْرَةَ اللهِ عز وجل فِي أنْفُسِهِمْ وَفِي الآفَاقِ)، قُلْتُ لَهُ: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُ الْحَقُّ)(٤٦٦)، قَالَ: (خُرُوجُ الْقَائِم هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِ اللهِ عز وجل يَرَاهُ الْخَلْقُ لاَ بُدَّ مِنْهُ)(٤٦٧).
٦٤ _ الكافي: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ سَلَمَةَ بْن الْخَطَّابِ، عَن الْحَسَن بْن عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ عَلِيّ بْن أبِي حَمْزَةَ، عَنْ أبِي بَصِيرٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (حَتَّى إِذا رَأوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأضْعَفُ جُنْداً)(٤٦٨)، قَالَ: (أمَّا قَوْلُهُ: (حَتَّى إِذا رَأوْا ما يُوعَدُونَ) فَهُوَ خُرُوجُ الْقَائِم وَهُوَ السَّاعَةُ فَسَيَعْلَمُونَ ذَلِكَ الْيَوْمَ مَا نَزَلَ بِهِمْ مِنَ اللهِ عَلَى يَدَيْ قَائِمِهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: (مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً) يَعْنِي عِنْدَ الْقَائِم، (وَأضْعَفُ جُنْداً))، قُلْتُ: (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآْخِرَةِ)، قَالَ: (مَعْرفَةَ أمِير الْمُؤْمِنينَ وَالأئِمَّةِ عليهم السلام)، (نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ)، قَالَ: (نَزيدُهُ مِنْهَا)، قَالَ: (يَسْتَوْفِي نَصِيبَهُ مِنْ دَوْلَتِهِمْ)، (وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الآْخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ)، قَالَ: (لَيْسَ لَهُ فِي دَوْلَةِ الْحَقَّ مَعَ الْقَائِم نَصِيبٌ)(٤٦٩).
٦٥ _ أقُولُ: رَوَى السَّيَّدُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ فِي كِتَابِ الأنْوَار الْمُضِيئَةِ(٤٧٠) بِإسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْن أحْمَدَ الأيَادِي يَرْفَعُهُ إِلَى أمِير الْمُؤْمِنينَ عليه السلام قَالَ: (الْمُسْتَضْعَفُونَ فِي الأرْض الْمَذْكُورُونَ فِي الْكِتَابِ(٤٧١) الَّذِينَ يَجْعَلُهُمُ اللهُ أئِمَّةً نَحْنُ أهْلَ الْبَيْتِ يَبْعَثُ اللهُ مَهْدِيَّهُمْ فَيُعِزُّهُمْ وَيُذِلُّ عَدُوَّهُمْ).
وَبِالإسْنَادِ يَرْفَعُهُ إِلَى ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ)(٤٧٢) قَالَ: هُوَ خُرُوجُ الْمَهْدِيّ عليه السلام.
وَبِالإسْنَادِ أيْضاً عَن ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: [(وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) قَالَ: هُوَ خُرُوجُ الْمَهْدِيّ عليه السلام.
وَبِالإسْنَادِ أيْضاً عَن ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:](٤٧٣) (اعْلَمُوا أنَّ اللهَ يُحْيِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها)(٤٧٤) قَالَ: يُصْلِحُ اللهُ الأرْضَ بِقَائِم آلِ مُحَمَّدٍ، (بَعْدَ مَوْتِها) يَعْنِي بَعْدَ جَوْر أهْل مَمْلَكَتِهَا، (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآْياتِ) بِالْحُجَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
وَمِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُور بِإسْنَادِهِ عَن السَّيَّدِ هِبَةِ اللهِ الرَّاوَنْدِيّ يَرْفَعُهُ إِلَى مُوسَى بْن جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَأسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً)(٤٧٥)، قَالَ: (النّعْمَةُ الظَّاهِرَةُ الإمَامُ الظَّاهِرُ، وَالْبَاطِنَةُ الإمَامُ الْغَائِبُ يَغِيبُ عَنْ أبْصَار النَّاس شَخْصُهُ وَيُظْهِرُ لَهُ كُنُوزَ الأرْض وَيُقَرَّبُ عَلَيْهِ كُلَّ بَعِيدٍ).
[وَوَجَدْتُ بِخَطّ الشَّيْخ مُحَمَّدِ بْن عَلِيّ الْجُبَاعِيّ(٤٧٦) رحمه الله، قَالَ: وَجَدْتُ بِخَطّ الشَّهِيدِ نَوَّرَ اللهُ ضَريحَهُ: رَوَى الصَّفْوَانِيُّ فِي كِتَابِهِ، عَنْ صَفْوَانَ أنَّهُ لَمَّا طَلَبَ الْمَنْصُورُ أبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام تَوَضَّأ وَصَلَّى رَكْعَتَيْن ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةَ الشُّكْر وَقَالَ: (اللهُمَّ إِنَّكَ وَعَدْتَنَا عَلَى لِسَان نَبِيَّكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وَوَعْدُكَ الْحَقُّ أنَّكَ تُبَدَّلُنَا مِنْ [بَعْدِ] خَوْفِنَا أمْناً، اللهُمَّ فَأنْجِزْ لَنَا مَا وَعَدْتَنَا إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ)، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا سَيَّدِي فَأيْنَ وَعْدُ اللهِ لَكُمْ؟ فَقَالَ عليه السلام: (قَوْلُ اللهِ عز وجل: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ...)(٤٧٧) الآيَةَ).
وَرُويَ أنَّهُ تُلِيَ بِحَضْرَتِهِ عليه السلام: (وَنُرِيدُ أنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا...)(٤٧٨) الآيَةَ، فَهَمَلَتَا عَيْنَاهُ عليه السلام وَقَالَ: (نَحْنُ وَاللهِ الْمُسْتَضْعَفُونَ).
٦٦ _ نهج البلاغة: قَالَ أمِيرُ الْمُؤْمِنينَ عليه السلام: (لَتَعْطِفَنَّ الدُّنْيَا عَلَيْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا عَطْفَ الضَّرُوس عَلَى وَلَدِهَا)، وَتَلاَ عَقِيبَ ذَلِكَ: ((وَنُرِيدُ أنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ)(٤٧٩))(٤٨٠).
بيان: عطفت عليه: أي شفقت، وشمس الفرس شماساً: أي منع ظهره، ورجل شموس: صعب الخلق، وناقة ضروس: سيّئة الخلق يعض حالبها ليبقي لبنها لولدها].
أخْبَرَنَا أحْمَدُ بْنُ إِدْريسَ، عَنْ أحْمَدَ بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيّ بْن الْحَكَم، عَنْ سَيْفِ بْن(٢٥٢) حَسَّانَ، عَنْ هِشَام بْن عَمَّارٍ، عَنْ أبِيهِ وَكَانَ مِنْ أصْحَابِ عَلِيّ عليه السلام، عَنْ عَلِيّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ فِي قَوْلِهِ: (وَلَئِنْ أخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ) قَالَ: (الاُمَّةُ الْمَعْدُودَةُ أصْحَابُ الْقَائِم الثَّلاَثُمِائَةِ وَالْبِضْعَةَ عَشَرَ).
قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: وَالاُمَّةُ فِي كِتَابِ اللهِ عَلَى وُجُوهٍ كَثِيرَةٍ فَمِنْهُ: الْمَذْهَبُ وَهُوَ قَوْلُهُ: (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً)(٢٥٣) أيْ عَلَى مَذْهَبٍ وَاحِدٍ، وَمِنْهُ: الْجَمَاعَةُ مِنَ النَّاس وَهُوَ قَوْلُهُ: (وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ)(٢٥٤) أيْ جَمَاعَةً، وَمِنْهُ: الْوَاحِدُ قَدْ سَمَّاهُ اللهُ اُمَّةً وَهُوَ قَوْلُهُ: (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً للهِ حَنِيفاً)(٢٥٥)، وَمِنْهُ: أجْنَاسُ جَمِيع الْحَيَوَان وَهُوَ قَوْلُهُ: (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيها نَذِيرٌ)(٢٥٦)، وَمِنْهُ: اُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وَهُوَ قَوْلُهُ: (كَذلِكَ أرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ)(٢٥٧) وَهِيَ اُمَّةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَمِنْهُ: الْوَقْتُ وَهُوَ قَوْلُهُ: (وَقالَ الَّذِي نَجا مِنْهُما وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ)(٢٥٨) أيْ بَعْدَ وَقْتٍ، وَقَوْلُهُ: (إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ) يَعْنِي الْوَقْتَ، وَمِنْهُ: يَعْنِي بِهِ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ وَهُوَ قَوْلُهُ: (وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا)(٢٥٩)، وَقَوْلُهُ: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ)(٢٦٠) وَمِثْلُهُ كَثِيرٌ(٢٦١).
٢ _ تفسير القمي: (وَلَقَدْ أرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا أنْ أخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأيَّامِ اللهِ)(٢٦٢) قَالَ: أيَّامُ اللهِ ثَلاَثَةٌ يَوْمُ الْقَائِم صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَيَوْمُ الْمَوْتِ وَيَوْمُ الْقِيَامَةِ(٢٦٣).
٣ _ تفسير القمي: (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ)(٢٦٤) أيْ أعْلَمْنَاهُمْ ثُمَّ انْقَطَعَتْ مُخَاطَبَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَاطَبَ اُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: (لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرْضِ مَرَّتَيْنِ) يَعْنِي فُلاَناً وَفُلاَناً وَأصْحَابَهُمَا وَنَقْضَهُمُ الْعَهْدَ، (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) يَعْنِي مَا ادَّعَوْهُ مِنَ الْخِلاَفَةِ، (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) يَعْنِي يَوْمَ الْجَمَل، (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) يَعْنِي أمِيرَ الْمُؤْمِنينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَأصْحَابَهُ، (فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) أيْ طَلَبُوكُمْ وَقَتَلُوكُمْ، (وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً) يَعْنِي يَتِمُّ وَيَكُونُ، (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) يَعْنِي لِبَني اُمَيَّةَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، (وَأمْدَدْناكُمْ بِأمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أكْثَرَ نَفِيراً) مِنَ الْحُسَيْن بْن عَلِيّ عليه السلام(٢٦٥) وَأصْحَابِهِ وَسَبَوْا(٢٦٦) نِسَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ، (إِنْ أحْسَنْتُمْ أحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الآْخِرَةِ)(٢٦٧) يَعْنِي الْقَائِمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَأصْحَابَهُ، (لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) يَعْنِي تَسَوُّدَ(٢٦٨) وُجُوهِهِمْ، (وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أوَّلَ مَرَّةٍ) يَعْنِي رَسُولَ اللهِ وَأصْحَابَهُ(٢٦٩)، (وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً) أيْ يَعْلُو عَلَيْكُمْ فَيَقْتُلُوكُمْ، ثُمَّ عَطَفَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام فَقَالَ: (عَسى رَبُّكُمْ أنْ يَرْحَمَكُمْ) أيْ يَنْصُرُكُمْ عَلَى عَدُوَّكُمْ، ثُمَّ خَاطَبَ بَنِي اُمَيَّةَ فَقَالَ: (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا) يَعْنِي إِنْ عُدْتُمْ بِالسُّفْيَانِيّ عُدْنَا بِالْقَائِم مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ(٢٧٠).
بيان: على تفسيره معنى الآية: أوحينا إلى بني إسرائيل أنَّكم يا أمّة محمّد تفعلون كذا وكذا، ويحتمل أن يكون الخبر الذي أخذ عنه التفسير محمولاً على أنَّه لمَّا أخبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ كلَّما يكون في بني إسرائيل يكون في هذه الأمّة نظيره فهذه الأمور نظاير تلك الوقايع وفي بطن الآيات إشارة إليها وبهذا الوجه الذي ذكرنا تستقيم أوّليهما. و(الكرة): الدولة والغلبة، و(النفير): من ينفر مع الرجل من قومه، وقيل: جمع نفر وهم المجتمعون للذهاب إلى العدوّ، قوله تعالى: (وَعْدُ الآْخِرَةِ) أي وعد عقوبة المرّة الآخرة، قوله تعالى: (وَلِيُتَبِّرُوا) أي وليهلكوا، (ما عَلَوْا) أي ما غلبوه واستولوا عليه أو مدّة علوهم.
٤ _ تفسير القمي: (أوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً)(٢٧١) يَعْنِي(٢٧٢) مِنْ أمْر الْقَائِم وَالسُّفْيَانِيّ(٢٧٣).
٥ _ تفسير القمي: (فَلَمَّا أحَسُّوا بَأْسَنا)(٢٧٤) يَعْنِي بَنِي اُمَيَّةَ إِذَا أحَسُّوا بِالْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، (إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ * لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ) يَعْنِي الْكُنُوزَ الَّتِي كَنَزُوهَا، قَالَ: فَيَدْخُلُ بَنُو اُمَيَّةَ إِلَى الرُّومِ إِذَا طَلَبَهُمُ الْقَائِمُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ثُمَّ يُخْرجُهُمْ مِنَ الرُّومِ وَيُطَالِبُهُمْ بِالْكُنُوزِ الَّتِي كَنَزُوهَا فَيَقُولُونَ كَمَا حَكَى اللهُ: (يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ * فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ) قَالَ: بِالسَّيْفِ وَتَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ، وَهَذَا كُلُّهُ مِمَّا لَفْظُهُ مَاضٍ وَمَعْنَاهُ مُسْتَقْبَلٌ وَهُوَ مَا ذَكَرْنَاهُ مِمَّا تَأويلُهُ بَعْدَ تَنْزيلِهِ(٢٧٥).
بيان: (يَرْكُضُونَ) أي يهربون مسرعين راكضين دوابهم، قوله تعالى: (حَصِيداً) أي مثل الحصيد وهو النبت المحصود، (خامِدِينَ) أي ميّتين من خمدت النار.
٦ _ تفسير القمي: (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ)(٢٧٦) قَالَ: الْكُتُبُ كُلُّهَا ذِكْرٌ، (أنَّ الأرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) قَالَ: الْقَائِمُ عليه السلام وَأصْحَابُهُ(٢٧٧).
توضيح: قوله: الكتب كلّها ذكر، أي بعد أن كتبنا في الكتب الأخر المنزلة. وقال المفسّرون: المراد به التوراة، وقيل: المراد بالزبور جنس الكتب المنزلة وبالذكر اللوح المحفوظ.
٧ _ تفسير القمي: أبِي، عَن ابْن أبِي عُمَيْرٍ، عَن ابْن مُسْكَانَ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)(٢٧٨) قَالَ: (إِنَّ الْعَامَّةَ يَقُولُونَ: نَزَلَتْ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا أخْرَجَتْهُ قُرَيْشٌ مِنْ مَكَّةَ، وَإِنَّمَا هُوَ الْقَائِمُ عليه السلام(٢٧٩) إِذَا خَرَجَ يَطْلُبُ بِدَم الْحُسَيْن عليه السلام وَهُوَ قَوْلُهُ: نَحْنُ أوْلِيَاءُ الدَّم وَطُلاَّبُ التّرَةِ)(٢٨٠).
٨ _ تفسير القمي: (وَمَنْ عاقَبَ)(٢٨١) يَعْنِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، (بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ) يَعْنِي حِينَ(٢٨٢) أرَادُوا أنْ يَقْتُلُوهُ، (ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) بِالْقَائِم مِنْ وُلْدِهِ عليه السلام(٢٨٣).
٩ _ تفسير القمي: فِي روَايَةِ أبِي الْجَارُودِ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِهِ: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ)(٢٨٤)، (فَهَذِهِ لآِلِ مُحَمَّدِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ إِلَى آخِر الأئِمَّةِ(٢٨٥) وَالْمَهْدِيّ وَأصْحَابِهِ يَمْلِكُهُمُ اللهُ مَشَارقَ الأرْض وَمَغَاربَهَا وَيُظْهِرُ [بِهِ](٢٨٦)الدَّينَ وَيُمِيتُ اللهُ بِهِ وَبِأصْحَابِهِ الْبِدَعَ وَالْبَاطِلَ كَمَا أمَاتَ السُّفَهَاءُ الْحَقَّ حَتَّى لاَ يُرَى أيْنَ الظُّلْمُ وَيَأمُرُونَ بالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَن الْمُنْكَر)(٢٨٧).
١٠ _ تفسير القمي: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ)(٢٨٨).
فَإنَّهُ حَدَّثَنِي أبِي، عَن ابْن أبِي عُمَيْرٍ، عَنْ هِشَام، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: (تَخْضَعُ رقَابُهُمْ _ يَعْنِي بَنِي اُمَيَّةَ _ وَهِيَ الصَّيْحَةُ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْم صَاحِبِ الأمْر عليه السلام)(٢٨٩).
١١ _ تفسير القمي: (أمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الأرْضِ)(٢٩٠).
فَإنَّهُ حَدَّثَنِي أبِي، عَن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن فَضَّالٍ، عَنْ صَالِح بْن عُقْبَةَ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: (نَزَلَتْ فِي الْقَائِم عليه السلام، هُوَ وَاللهِ الْمُضْطَرُّ إِذَا صَلَّى فِي الْمَقَام رَكْعَتَيْن وَدَعَا اللهَ فَأجَابَهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُهُ خَلِيفَةً فِي الأرْض)(٢٩١).
١٢ _ تفسير القمي: (وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ)(٢٩٢) يَعْنِي الْقَائِمَ عليه السلام، (لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أوَلَيْسَ اللهُ بِأعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ).(٢٩٣)
١٣ _ تفسير القمي: جَعْفَرُ بْنُ أحْمَدَ، عَنْ عَبْدِ الْكَريم بْن عَبْدِ الرَّحِيم، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَلِيّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن الْفُضَيْل، عَن الثُّمَالِيّ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ((وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ)(٢٩٤) يَعْنِي الْقَائِمَ وَأصْحَابَهُ (فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) وَالْقَائِمُ إِذَا قَامَ انْتَصَرَ مِنْ بَنِي اُمَيَّةَ وَمِنَ الْمُكَذَّبِينَ وَالنُّصَّابِ هُوَ وَأصْحَابُهُ وَهُوَ قَوْلُ اللهِ: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ))(٢٩٥).
تفسير فرات: أحمد بن محمّد بن أحمد بن طلحة الخراساني، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن إسماعيل بن مهران، عن يحيى بن أبان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبِي جعفر عليه السلام مثله(٢٩٦).
١٤ _ تفسير القمي: رُويَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ)(٢٩٧) يَعْنِي خُرُوجَ الْقَائِم عليه السلام(٢٩٨).
١٥ _ تفسير القمي: أحْمَدُ بْنُ إِدْريسَ، عَن الأشْعَريّ، عَن ابْن يَزيدَ، عَنْ عَلِيّ بْن حَمَّادٍ الْخَزَّازِ، عَن الْحُسَيْن بْن أحْمَدَ الْمِنْقَريّ، عَنْ يُونُسَ بْن ظَبْيَانَ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (مُدْهامَّتانِ)(٢٩٩) قَالَ: (يَتَّصِلُ مَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ نَخْلاً)(٣٠٠).
١٦ _ تفسير القمي: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ)(٣٠١) قَالَ: بِالْقَائِم مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ(٣٠٢) إِذَا خَرَجَ (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)(٣٠٣) حَتَّى لاَ يُعْبَدَ غَيْرُ اللهِ وَهُوَ قَوْلُهُ: يَمْلاَ الأرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً(٣٠٤).
١٧ _ تفسير القمي: (وَأُخْرى تُحِبُّونَها نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ)(٣٠٥) يَعْنِي فِي الدُّنْيَا بِفَتْح الْقَائِم عليه السلام(٣٠٦).
١٨ _ تفسير القمي: (حَتَّى إِذا رَأوْا ما يُوعَدُونَ)(٣٠٧) قَالَ: الْقَائِمُ وَأمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهما السلام(٣٠٨) (فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أضْعَفُ ناصِراً وَأقَلُّ عَدَداً).(٣٠٩)
١٩ _ تفسير القمي: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأكِيدُ كَيْداً * فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ)(٣١٠) يَا مُحَمَّدُ، (أمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) لَوْ بُعِثَ(٣١١) الْقَائِمُ عليه السلام فَيَنْتَقِمُ لِي مِنَ الْجَبَّارينَ وَالطَّوَاغِيتِ مِنْ قُرَيْشٍ وَبَنِي اُمَيَّةَ وَسَائِر النَّاس(٣١٢).
٢٠ _ تفسير القمي: أحْمَدُ بْنُ إِدْريسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ الْجَبَّار، عَن ابْن أبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْن عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن مُسْلِم، قَالَ: سَألْتُ أبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ: (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى)(٣١٣)، قَالَ: (اللَّيْلُ فِي هَذَا الْمَوْضِع الثَّانِي(٣١٤) غَشَّ أمِيرَ الْمُؤْمِنينَ عليه السلام فِي دَوْلَتِهِ الَّتِي جَرَتْ لَهُ عَلَيْهِ وَاُمِرَ أمِيرُ الْمُؤْمِنينَ عليه السلام أنْ يَصْبِرَ فِي دَوْلَتِهِمْ حَتَّى تَنْقَضِيَ)، قَالَ: (وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى)(٣١٥)، قَالَ: (النَّهَارُ هُوَ الْقَائِمُ مِنَّا أهْلَ الْبَيْتِ عليهم السلام إِذَا قَامَ غَلَبَ دَوْلَةَ الْبَاطِل. وَالْقُرْآنُ ضَرَبَ فِيهِ الأمْثَالَ لِلنَّاس وَخَاطَبَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم بِهِ وَنَحْنُ [نَعْلَمُهُ] فَلَيْسَ يَعْلَمُهُ غَيْرُنَا)(٣١٦).
إيضاح: قوله عليه السلام: (غَشَّ) لعلَّه بيان لحاصل المعنى لا لأنَّه مشتقّ من الغش أي غشيه وأحاط به وأطفى نوره وظلمه وغشَّه، ويحتمل أن يكون من باب أمللت وأمليت.
٢١ _ تفسير القمي: (قُلْ أرَأيْتُمْ إِنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ)(٣١٧).
قُلْ: أرَأيْتُمْ إِنْ أصْبَحَ إِمَامُكُمْ غَائِباً فَمَنْ يَأتِيكُمْ بِإِمَام مِثْلِهِ.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن أحْمَدَ، عَن الْقَاسِم بْن الْعَلاَءِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن عَلِيّ الْفَزَاريّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن جُمْهُورٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْن أيُّوبَ، قَالَ: سُئِلَ الرَّضَا صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ عَنْ قَوْلِ اللهِ عز وجل: (قُلْ أرَأيْتُمْ إِنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ)، فَقَالَ عليه السلام: (مَاؤُكُمْ أبْوَابُكُمُ(٣١٨) الأئِمَّةُ وَالأئِمَّةُ أبْوَابُ اللهِ(٣١٩) (فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) يَعْنِي يَأتِيكُمْ بِعِلْم الإمَام)(٣٢٠).
٢٢ _ تفسير القمي: (هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(٣٢١) إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي الْقَائِم مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام وَهُوَ الإمَامُ الَّذِي يُظْهِرُهُ اللهُ عَلَى الدَّين كُلّهِ فَيَمْلاَ الأرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً وَهَذَا(٣٢٢) مِمَّا ذَكَرْنَا أنَّ تَأويلَهُ(٣٢٣) بَعْدَ تَنْزيلِهِ(٣٢٤).
٢٣ _ الخصال: الْعَطَّارُ، عَنْ سَعْدٍ، عَن ابْن يَزيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن الْحَسَن الْمِيثَمِيّ، عَنْ مُثَنّى الْحَنَّاطِ، قَالَ: سَمِعْتُ أبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ: ((أيَّامَ اللهِ)(٣٢٥) ثَلاَثَةٌ: يَوْمُ يَقُومُ الْقَائِمُ، وَيَوْمُ الْكَرَّةِ، وَيَوْمُ الْقِيَامَةِ)(٣٢٦).
معاني الأخبار: أبي، عن الحميري، عن ابن هاشم، عن ابن أبي عمير، عن مثنّى الحنّاط، عن جعفر، عن أبيه عليه السلام، مثله(٣٢٧).
٢٤ _ ثواب الأعمال: ابْنُ الْوَلِيدِ، عَن الصَّفَّار، عَنْ عَبَّادِ بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ أبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ لأبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام: (هَلْ أتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ)(٣٢٨)، قَالَ: (يَغْشَاهُمُ الْقَائِمُ بِالسَّيْفِ)، قَالَ: قُلْتُ: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ)(٣٢٩)، قَالَ: (يَقُولُ خَاضِعَةٌ لاَ تُطِيقُ الامْتِنَاعَ)، قَالَ: قُلْتُ: (عامِلَةٌ)(٣٣٠) قَالَ: (عَمِلَتْ بِغَيْر مَا أنْزَلَ اللهُ عز وجل)، قُلْتُ: (ناصِبَةٌ)، قَالَ: (نَصْبُ غَيْر(٣٣١) وُلاَةِ الأمْر)، قَالَ: قُلْتُ: (تَصْلى ناراً حامِيَةً)(٣٣٢)، قَالَ: (تَصْلَى نَارَ الْحَرْبِ فِي الدُّنْيَا عَلَى عَهْدِ الْقَائِم وَفِي الآخِرَةِ نَارَ جَهَنَّمَ)(٣٣٣).
٢٥ _ كمال الدين، وثواب الأعمال: أبِي، عَنْ سَعْدٍ، عَن ابْن أبِي الْخَطَّابِ، عَن ابْن مَحْبُوبٍ، عَن ابْن رئَابٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام أنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ)(٣٣٤) فَقَالَ: (الآيَاتُ هُمُ الأئِمَّةُ وَالآيَةُ الْمُنْتَظَرُ هُوَ الْقَائِمُ عليه السلام فَيَوْمَئِذٍ لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْل قِيَامِهِ بِالسَّيْفِ وَإِنْ آمَنَتْ بِمَنْ تَقَدَّمَهُ مِنْ آبَائِهِ عليهم السلام)(٣٣٥).
ثواب الأعمال: وحدَّثنا بذلك أحمد بن زياد، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير وابن محبوب، عن ابن رئاب وغيره، عن الصادق عليه السلام(٣٣٦).
٢٦ _ كمال الدين: أبِي وَابْنُ الْوَلِيدِ مَعاً، عَنْ سَعْدٍ وَالْحِمْيَريّ مَعاً، عَنْ أحْمَدَ بْن الْحُسَيْن بْن عُمَرَ بْن يَزيدَ، عَن الْحُسَيْن بْن الرَّبيع، عَنْ مُحَمَّدِ بْن إِسْحَاقَ، عَنْ أسَدِ بْن ثَعْلَبَةَ، عَنْ اُمَّ هَانِئ، قَالَتْ: لَقِيتُ أبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أبِي طَالِبٍ عليهم السلام فَسَألْتُهُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ: (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوارِ الْكُنَّسِ)(٣٣٧) فَقَالَ: (إِمَامٌ يَخْنِسُ فِي زَمَانِهِ عِنْدَ انْقِضَاءٍ مِنْ عِلْمِهِ سَنَةَ سِتّينَ وَمِائَتَيْن ثُمَّ يَبْدُو كَالشّهَابِ الْوَقَّادِ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْل فَإنْ أدْرَكْتَ ذَلِكَ قَرَّتْ عَيْنَاكَ)(٣٣٨).
الغيبة للطوسي: جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد بن علي، عن الأسدي، عن سعد، عن الحسين بن عمر بن يزيد، عن أبي الحسن بن أبِي الربيع، عن محمّد بن إسحاق، مثله(٣٣٩).
الغيبة للنعماني: الكليني، عن عدّة من رجاله، عن سعد، عن أحمد بن الحسين(٣٤٠) بن عمر، عن الحسين(٣٤١) بن أبي الربيع، عن محمّد بن إسحاق، مثله(٣٤٢).
تفسير: قال البيضاوي: (بِالْخُنَّسِ) بالكواكب الرواجع من خنس إذا تأخَّر وهي ما سوى النيرين(٣٤٣) من السيارات الجوار، (الْكُنَّسِ) أي السيارات التي تختفي تحت ضوء الشمس من كنس الوحش إذا دخل كناسته، انتهى(٣٤٤).
[وأقول: على تأويله على الجمعية إمَّا للتعظيم أو للمبالغة في التأخّر، أو لشموله لسائر الأئمّة عليهم السلام باعتبار الرجعة، أو لأنَّ ظهوره عليه السلام بمنزلة ظهور الجميع، ويحتمل أن يكون المراد بها الكواكب، فيكون ذكرها لتشبيه الإمام بها في الغيبة والظهور كما في أكثر البطون. (فإن أدركت) أي على الفرض البعيد أو في الرجعة، (ذلك): أي ظهوره وتمكّنه](٣٤٥).
٢٧ _ كمال الدين: أبِي وَابْنُ الْوَلِيدِ مَعاً، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ مُوسَى بْن عُمَرَ بْن يَزيدَ، عَنْ عَلِيّ بْن أسْبَاطٍ، عَنْ عَلِيّ بْن أبِي حَمْزَةَ، عَنْ أبِي بَصِيرٍ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: (قُلْ أرَأيْتُمْ إِنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ)(٣٤٦) فَقَالَ: (هَذِهِ نَزَلَتْ فِي الْقَائِم، يَقُولُ: إِنْ أصْبَحَ إِمَامُكُمْ غَائِباً عَنْكُمْ لاَ تَدْرُونَ أيْنَ هُوَ فَمَنْ يَأتِيكُمْ بِإمَام ظَاهِرٍ يَأتِيكُمْ بِأخْبَار السَّمَاءِ وَالأرْض وَحَلاَلِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ وَحَرَامِهِ)، ثُمَّ قَالَ: (وَاللهِ مَا جَاءَ تَأويلُ الآيَةِ وَلاَ بُدَّ أنْ يَجِيءَ تَأويلُهَا)(٣٤٧).
الغيبة للطوسي: جماعة، عن التلعكبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن الأسدي، عن سعد، عن موسى بن عمر بن يزيد، مثله(٣٤٨).
٢٨ _ كمال الدين: ابْنُ الْمُتَوَكّل، عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّار، عَن ابْن عِيسَى، عَنْ عُمَرَ بْن عَبْدِ الْعَزيز، عَنْ غَيْر وَاحِدٍ مِنْ أصْحَابِنَا، عَنْ دَاوُدَ الرَّقّيّ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)(٣٤٩) قَالَ: (مَنْ أقَرَّ بِقِيَام الْقَائِمِ عليه السلام أنَّهُ حَقٌّ)(٣٥٠).
٢٩ _ كمال الدين: الدَّقَّاقُ، عَن الأسَدِيّ، عَن النَّخَعِيّ، عَن النَّوْفَلِيّ، عَنْ عَلِيّ بْن أبِي حَمْزَةَ، عَنْ يَحْيَى بْن أبِي الْقَاسِم، قَالَ: سَألْتُ الصَّادِقَ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عز وجل: (الم * ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)(٣٥١) فَقَالَ: (الْمُتَّقُونَ شِيعَةُ عَلِيّ عليه السلام وَأمَّا الْغَيْبُ فَهُوَ الْحُجَّةُ الْغَائِبُ وَشَاهِدُ ذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: (وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ للهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ)(٣٥٢))(٣٥٣).
٣٠ _ كمال الدين: الْمُظَفَّرُ الْعَلَويُّ، عَن ابْن الْعَيَّاشِيّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَبْرَئِيلَ بْن أحْمَدَ، عَنْ مُوسَى بْن جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيّ، عَنْ مُوسَى بْن الْقَاسِم، عَنْ عَلِيّ بْن جَعْفَرٍ، عَنْ أخِيهِ مُوسَى عليه السلام قَالَ: سَمِعْتُ أبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام يَقُولُ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: (قُلْ أرَأيْتُمْ إِنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ)(٣٥٤) (قُلْ: أرَأيْتُمْ إِنْ غَابَ عَنْكُمْ إِمَامُكُمْ فَمَنْ يَأتِيكُمْ بِإمَام جَدِيدٍ)(٣٥٥).
الغيبة للنعماني: محمّد بن همام، عن أحمد بن مابنداد(٣٥٦)، عن أحمد بن هليل(٣٥٧)، عن موسى بن القاسم، مثله(٣٥٨).
وعن الكليني، عن علي بن محمّد، عن سهل، عن موسى بن القاسم مثله(٣٥٩).
٣١ _ الغيبة للطوسي: إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أحْمَدَ بْن مَالِكٍ، عَنْ حَيْدَر بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ عَبَّادِ بْن يَعْقُوبَ، عَنْ نَصْر بْن مُزَاحِم، عَنْ مُحَمَّدِ بْن مَرْوَانَ، عَن الْكَلْبِيّ، عَنْ أبِي صَالِح، عَن ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ)(٣٦٠) قَالَ: هُوَ خُرُوجُ الْمَهْدِيّ(٣٦١).
٣٢ _ الغيبة للطوسي: بِهَذَا الإسْنَادِ عَن ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (اعْلَمُوا أنَّ اللهَ يُحْيِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها)(٣٦٢) يَعْنِي يُصْلِحُ الأرْضَ بِقَائِم آلِ مُحَمَّدٍ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا يَعْنِي مِنْ بَعْدِ جَوْر أهْل مَمْلَكَتِهَا، (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآْياتِ) بِقَائِم آلِ مُحَمَّدٍ، (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).(٣٦٣)
٣٣ _ الغيبة للطوسي: أبُو مُحَمَّدٍ الْمَجْدِيُّ(٣٦٤)، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَلِيّ بْن تَمَّام، عَن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدٍ الْقِطَعِيّ، عَنْ عَلِيّ بْن أحْمَدَ بْن حَاتِم، عَنْ مُحَمَّدِ بْن مَرْوَانَ، عَن الْكَلْبِيّ، عَنْ أبِي صَالِح، عَن ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللهِ: (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ * فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)(٣٦٥) قَالَ: قِيَامُ الْقَائِم عليه السلام، وَمِثْلُهُ: (أيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً)(٣٦٦) قَالَ: أصْحَابُ الْقَائِم يَجْمَعُهُمُ اللهُ فِي يَوْم وَاحِدٍ(٣٦٧).
٣٤ _ الغيبة للطوسي: مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمُقْري، عَنْ عَلِيّ بْن الْعَبَّاس، عَنْ بَكَّار بْن أحْمَدَ، عَن الْحَسَن بْن الْحُسَيْن، عَنْ سُفْيَانَ الْجَريريّ، عَنْ عُمَيْر بْن هَاشِم الطَّائِيّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْن عَبْدِ اللهِ بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن فِي هَذِهِ الآيَةِ: (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)(٣٦٨) قَالَ: قِيَامُ الْقَائِم مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: وَفِيهِ نَزَلَتْ: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)(٣٦٩) قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْمَهْدِيّ عليه السلام(٣٧٠).
كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: محمّد بن العبّاس، عن علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي، عن الحسن بن الحسين، مثله(٣٧١).
٣٥ _ الغيبة للطوسي: مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَن الْحُسَيْن بْن مُحَمَّدٍ الْقِطَعِيّ، عَنْ عَلِيّ بْن حَاتِم، عَنْ مُحَمَّدِ بْن مَرْوَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْن يَحْيَى الثَّوْريّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَلِيّ بْن الْحُسَيْن، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدَّهِ، عَنْ عَلِيّ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَنُرِيدُ أنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ)(٣٧٢) قَالَ: (هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ يَبْعَثُ اللهُ مَهْدِيَّهُمْ بَعْدَ جَهْدِهِمْ فَيُعِزُّهُمْ وَيُذِلُّ عَدُوَّهُمْ)(٣٧٣).
٣٦ _ كمال الدين: عَلِيُّ بْنُ حَاتِم فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، عَنْ أحْمَدَ بْن زِيَادٍ، عَن الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن سَمَاعَةَ، عَنْ أحْمَدَ بْن الْحَسَن الْمِيثَمِيّ، عَنْ سَمَاعَةَ وَغَيْرهِ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: (نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الْقَائِمِ عليه السلام: (وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ)(٣٧٤))(٣٧٥).
٣٧ _ كمال الدين: بِهَذَا الإسْنَادِ عَن الْمِيثَمِيّ، عَن ابْن مَحْبُوبٍ، عَنْ مُؤْمِن الطَّاقِ، عَنْ سَلاَّم بْن الْمُسْتَنِير، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: (اعْلَمُوا أنَّ اللهَ يُحْيِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها)(٣٧٦) قَالَ: (يُحْيِيهَا اللهُ عز وجل بِالْقَائِم بَعْدَ مَوْتِهَا يَعْنِي بِمَوْتِهَا كُفْرَ أهْلِهَا وَالْكَافِرُ مَيَّتٌ)(٣٧٧).
٣٨ _ تفسير العياشي: عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللهِ: (وَتِلْكَ الأيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ)(٣٧٨) قَالَ: (مَا زَالَ مُنْذُ خَلَقَ اللهُ آدَمَ دَوْلَةٌ للهِ وَدَوْلَةٌ لإبْلِيسَ فَأيْنَ دَوْلَةُ اللهِ أمَا هُوَ قَائِمٌ وَاحِدٌ)(٣٧٩).
٣٩ _ تفسير العياشي: عَنْ عَمْرو بْن شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ أبُو جَعْفَرٍ عليه السلام فِي هَذِهِ الآيَةِ: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ)(٣٨٠) (يَوْمَ يَقُومُ الْقَائِمُ عليه السلام يَئِسَ بَنُو اُمَيَّةَ فَهُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا، يَئِسُوا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عليهم السلام)(٣٨١).
٤٠ _ تفسير العياشي: عَنْ جَابِرٍ، عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّدٍ وَأبِي جَعْفَرٍ عليهما السلام فِي قَوْلِ اللهِ: (وَأذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأكْبَرِ)(٣٨٢) قَالَ: (خُرُوجُ الْقَائِم، وَ(أذانٌ) دَعْوَتُهُ إِلَى نَفْسِهِ)(٣٨٣).
بيان: هذا بطن للآية.
٤١ _ تفسير العياشي: عَنْ زُرَارَةَ، قَالَ: قَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام: (سُئِلَ أبِي عَنْ قَوْلِ اللهِ: (قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً)(٣٨٤) حَتَّى لاَ يَكُونَ مُشْركٌ(٣٨٥)، (وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ)(٣٨٦))، ثُمَّ قَالَ: (إِنَّهُ لَمْ يَجِئْ تَأويلُ هَذِهِ الآيَةِ وَلَوْ قَدْ قَامَ قَائِمُنَا(٣٨٧) سَيَرَى مَنْ يُدْركُهُ مَا يَكُونُ مِنْ تَأويل هَذِهِ الآيَةِ وَلَيَبْلُغَنَّ دَيْنُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم مَا بَلَغَ اللَّيْلُ حَتَّى لاَ يَكُونَ شِرْكٌ عَلَى ظَهْر الأرْض كَمَا قَالَ اللهُ)(٣٨٨).
بيان: أي كما قال الله في قوله: (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ).
٤٢ _ تفسير العياشي: عَنْ أبَانٍ، عَنْ مُسَافِرٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللهِ: (وَلَئِنْ أخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ)(٣٨٩) (يَعْنِي عِدَّةً كَعِدَّةِ بَدْرٍ)(٣٩٠)، قَالَ: (يَجْمَعُونَ لَهُ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ قَزَعاً كَقَزَع الْخَريفِ)(٣٩١).
إيضاح: قال الجزري في حديث علي عليه السلام: (فيجتمعون إليه كما يجتمع قزع الخريف): أي قطع السحاب المتفرّقة وإنَّما خصَّ الخريف لأنَّه أوّل الشتاء والسحاب يكون فيه متفرّقاً غير متراكم ولا مطبق، ثمَّ يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك(٣٩٢).
٤٣ _ تفسير العياشي: عَن الْحُسَيْن، عَن الْخَزَّازِ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام: (وَلَئِنْ أخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ)(٣٩٣) قَالَ: (هُوَ الْقَائِمُ وَأصْحَابُهُ)(٣٩٤).
٤٤ _ تفسير العياشي: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْن عُمَرَ، عَمَّنْ سَمِعَ أبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ: (إِنَّ عَهْدَ نَبِيّ اللهِ صَارَ عِنْدَ عَلِيّ بْن الْحُسَيْن عليه السلام، ثُمَّ صَارَ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْن عَلِيّ، ثُمَّ يَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ فَالْزَمْ هَؤُلاَءِ فَإذَا خَرَجَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مَعَهُ ثَلاَثُمِائَةِ رَجُلٍ وَمَعَهُ رَايَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم عَامِداً إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يَمُرَّ بِالْبَيْدَاءِ فَيَقُولَ: هَذَا مَكَانُ الْقَوْم الَّذِينَ خُسِفَ بِهِمْ وَهِيَ الآيَةُ الَّتِي قَالَ اللهُ: (أفَأمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأرْضَ أوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ)(٣٩٥))(٣٩٦).
٤٥ _ تفسير العياشي: عَن ابْن سِنَانٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللهِ: (أفَأمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأرْضَ)(٣٩٧) قَالَ: (هُمْ أعْدَاءُ اللهِ وَهُمْ يُمْسَخُونَ وَيُقْذَفُونَ وَيَسْبُخُونَ فِي الأرْض)(٣٩٨).
٤٦ _ تفسير العياشي: عَنْ صَالِح بْن سَهْلٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ: (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأرْضِ مَرَّتَيْنِ)(٣٩٩) (قَتْلُ عَلِيّ وَطَعْنُ الْحَسَن، (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) قَتْلُ الْحُسَيْن، (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما)(٤٠٠) إِذَا جَاءَ نَصْرُ دَم الْحُسَيْن، (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) قَوْمٌ يَبْعَثُهُمُ اللهُ قَبْلَ خُرُوج الْقَائِم لاَ يَدَعُونَ وتْراً لآِلِ مُحَمَّدٍ إِلاَّ أحْرَقُوهُ، (وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً) قَبْلَ قِيَام الْقَائِم، (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأمْدَدْناكُمْ بِأمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أكْثَرَ نَفِيراً)(٤٠١) خُرُوجُ الْحُسَيْن عليه السلام فِي الْكَرَّةِ فِي سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ أصْحَابِهِ الَّذِينَ قُتِلُوا مَعَهُ عَلَيْهِمُ الْبِيضُ الْمُذَهَّبُ لِكُلّ بِيضَةٍ وَجْهَان وَالْمُؤَدَّي إِلَى النَّاس أنَّ الْحُسَيْنَ قَدْ خَرَجَ فِي أصْحَابِهِ حَتَّى لاَ يَشُكَّ فِيهِ الْمُؤْمِنُونَ وَأنَّهُ لَيْسَ بِدَجَّالٍ وَلاَ شَيْطَانٍ، الإمَامُ الَّذِي بَيْنَ أظْهُر النَّاس يَوْمَئِذٍ، فَإذَا اسْتَقَرَّ عِنْدَ الْمُؤْمِن أنَّهُ الْحُسَيْنُ لاَ يَشُكُّونَ فِيهِ وَبَلَغَ عَن الْحُسَيْن الْحُجَّةُ الْقَائِمُ بَيْنَ أظْهُر النَّاس وَصَدَّقَهُ الْمُؤْمِنُونَ بِذَلِكَ جَاءَ الْحُجَّةَ الْمَوْتُ فَيَكُونُ الَّذِي يَلِي غُسْلَهُ وَكَفْنَهُ وَحَنُوطَهُ وَإِيلاَجَهُ(٤٠٢)حُفْرَتَهُ الْحُسَيْنَ وَلاَ يَلِي الْوَصِيَّ إِلاَّ الْوَصِيُّ)، وَزَادَ إِبْرَاهِيمُ فِي حَدِيثِهِ: (ثُمَّ يَمْلِكُهُمُ الْحُسَيْنُ حَتَّى يَقَعَ حَاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيْهِ)(٤٠٣).
بيان: قوله: (لا يدعون وتراً) أي ذا وتر وجناية ففي الكلام تقدير مضاف، و(الوتر) بالكسر الجناية والظلم.
٤٧ _ تفسير العياشي: عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: كَانَ يَقْرَاُ: (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)(٤٠٤) ثُمَّ قَالَ: (وَهُوَ الْقَائِمُ وَأصْحَابُهُ اُولِي بَأسٍ شَدِيدٍ)(٤٠٥).
٤٨ _ تفسير العياشي: عَنْ مَسْعَدَةَ بْن صَدَقَةَ، عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ جَدَّهِ عليهم السلام قَالَ: قَالَ أمِيرُ الْمُؤْمِنينَ عليه السلام فِي خُطْبَتِهِ: (يَا أيُّهَا النَّاسُ سَلُوني قَبْلَ أنْ تَفْقِدُوني فَإنَّ بَيْنَ جَوَانِحِي عِلْماً جَمّاً فَسَلُوني قَبْلَ أنْ تَبْقَرَ(٤٠٦) بِرجْلِهَا فِتْنَةً شَرْقِيَّةً تَطَاُ فِي حُطَامِهَا مَلْعُونٌ نَاعِقُهَا وَمَوْلاَهَا وَقَائِدُهَا وَسَائِقُهَا وَالْمُتَحَرَّزُ فِيهَا فَكَمْ عِنْدَهَا مِنْ رَافِعَةٍ ذَيْلَهَا يَدْعُو بِوَيْلِهَا دَخَلَهُ أوْ حَوْلَهَا لاَ مَأوَى يَكُنُّهَا وَلاَ أحَدَ يَرْحَمُهَا فَإذَا اسْتَدَارَ الْفَلَكُ قُلْتُمْ: مَاتَ أوْ هَلَكَ وَأيَّ وَادٍ سَلَكَ فَعِنْدَهَا تَوَقَّعُوا الْفَرَجَ وَهُوَ تَأويلُ هَذِهِ الآيَةِ: (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأمْدَدْناكُمْ بِأمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْناكُمْ أكْثَرَ نَفِيراً)(٤٠٧) وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأ النَّسَمَةَ لَيَعِيشُ إِذْ ذَاكَ مُلُوكٌ نَاعِمِينَ وَلاَ يَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يُولَدَ لِصُلْبِهِ ألْفُ ذَكَرٍ آمِنينَ مِنْ كُلّ بِدْعَةٍ وَآفَةٍ [والتنزيل] عَامِلِينَ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ قَدِ اضْمَحَلَّتْ عَلَيْهِمُ الآفَاتُ وَالشُّبُهَاتُ)(٤٠٨).
توضيح: (قبل أن تبقر) قال الجزري: في حديث أبي موسى: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (سيأتي على الناس فتنة باقرة تدع الحليم حيران) أي واسعة عظيمة(٤٠٩)، وفي بعض النسخ بالنون والفاء أي تنفر ضارباً برجلها، والضمير في (حطامها) راجع إلى الدنيا بقرينة المقام أو إلى الفتنة بملابسة أخذها والتصرّف فيها. قوله: (والمتجرز) لعلَّه من جرز أي أكل أكلاً وحيا وقتل وقطع وبخس، وفي النسخة بالحاء المهملة ولعلَّ المعنى من يتحرّز من إنكارها ورفعها لئلاَّ يخل بدنياه، وسائر الخبر كان مصحَّفاً فتركته على ما وجدته، والمقصود واضح.
٤٩ _ الغيبة للنعماني: الْكُلَيْنِيُّ، عَنْ أبِي عَلِيّ الأشْعَريّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن الْقَاسِم، عَن الْمُفَضَّل، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام أنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللهِ عز وجل: (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ)(٤١٠) قَالَ: (إِنَّ مِنَّا إِمَاماً مُسْتَتِراً فَإذَا أرَادَ اللهُ عز وجل إِظْهَارَ أمْرهِ نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً فَظَهَرَ فَقَامَ بِأمْر اللهِ عز وجل)(٤١١).
٥٠ _ الغيبة للنعماني: ابْنُ عُقْدَةَ، عَنْ أحْمَدَ بْن يُوسُفَ بْن يَعْقُوبَ أبو [أبِي] الْحُسَيْن مِنْ كِتَابِهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن مِهْرَانَ، عَن ابْن الْبَطَائِنيّ، عَنْ أبِيهِ وَوَهْبٍ، عَنْ أبِي بَصِيرٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ عز وجل: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)(٤١٢) قَالَ: (الْقَائِمُ وَأصْحَابُهُ)(٤١٣).
٥١ _ الغيبة للنعماني: ابْنُ عُقْدَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْن زِيَادٍ، عَنْ عَلِيّ بْن الصَّبَّاح، عَن الْحَسَن بْن مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِيّ، عَنْ جَعْفَر بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْن عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْن عَبْدِ الْعَزيز، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ: (وَلَئِنْ أخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ)(٤١٤) قَالَ: (الْعَذَابُ خُرُوجُ الْقَائِم، وَالاُمَّةُ الْمَعْدُودَةُ [عِدَّةُ] أهْل بَدْرٍ وَأصْحَابُهُ)(٤١٥).
٥٢ _ الغيبة للنعماني: ابْنُ عُقْدَةَ وَأحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن مِهْرَانَ، عَن الْحَسَن بْن عَلِيّ، عَنْ أبِيهِ وَوَهْبٍ(٤١٦)، عَنْ أبِي بَصِيرٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً)(٤١٧) قَالَ: (نَزَلَتْ فِي الْقَائِم وَأصْحَابِهِ يَجْمَعُونَ(٤١٨) عَلَى غَيْر مِيعَادٍ)(٤١٩).
٥٣ _ الغيبة للنعماني: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْن الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْعَطَّار، عَنْ مُحَمَّدِ بْن الْحَسَن(٤٢٠)، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَلِيّ الْكُوفِيّ، عَن ابْن أبِي نَجْرَانَ، عَن الْقَاسِم، عَنْ أبِي بَصِيرٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)(٤٢١) قَالَ: (هِيَ فِي الْقَائِم عليه السلام وَأصْحَابِهِ)(٤٢٢).
٥٤ _ الغيبة للنعماني: عَلِيُّ بْنُ أحْمَدَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْن مُوسَى، عَن الْبَرْقِيّ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ أبِي بَصِيرٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ: (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيماهُمْ)(٤٢٣) قَالَ: (اللهُ يَعْرفُهُمْ وَلَكِنْ نَزَلَتْ فِي الْقَائِم يَعْرفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ فَيَخْبِطُهُمْ بِالسَّيْفِ هُوَ وَأصْحَابُهُ خَبْطاً)(٤٢٤).
بيان: قال الفيروزآبادي: خبطه يخبطه: ضربه شديداً والقوم بسيفه جلدهم(٤٢٥).
٥٥ _ كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس، عَنْ عَلِيّ بْن حَاتِم، عَنْ حَسَن بْن مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ جَعْفَر(٤٢٦) بْن عُمَرَ بْن سَالِم، عَنْ مُحَمَّدِ بْن حُسَيْن بْن عَجْلاَنَ، عَنْ مُفَضَّل بْن عُمَرَ قَالَ: سَألْتُ أبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عز وجل: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الأدْنى دُونَ الْعَذابِ الأكْبَرِ)(٤٢٧) قَالَ: (الأدْنَى غَلاَءُ السَّعْر، وَالأكْبَرُ الْمَهْدِيُّ بِالسَّيْفِ)(٤٢٨).
٥٦ _ كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس، عَنْ أحْمَدَ(٤٢٩) بْن زِيَادٍ، عَن الْحَسَن بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ(٤٣٠) سَمَاعَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْن عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: (إِنَّ الْقَائِمَ إِذَا خَرَجَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ فَيَسْتَقْبِلُ الْكَعْبَةَ وَيَجْعَلُ ظَهْرَهُ إِلَى الْمَقَام ثُمَّ يُصَلّي رَكْعَتَيْن ثُمَّ يَقُومُ فَيَقُولُ: يَا أيُّهَا النَّاسُ أنَا أوْلَى النَّاس بِآدَمَ، يَا أيُّهَا النَّاسُ أنَا أوْلَى النَّاس بِإبْراهِيمَ، يَا أيُّهَا النَّاسُ أنَا أوْلَى النَّاس بِإسْمَاعِيلَ، يَا أيُّهَا النَّاسُ أنَا أوْلَى النَّاس بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، ثُمَّ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ فَيَدْعُو وَيَتَضَرَّعُ حَتَّى يَقَعَ عَلَى وَجْهِهِ وَهُوَ قَوْلُهُ عز وجل: (أمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الأرْضِ أإِلهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ)(٤٣١)).
وَبالإسْنَادِ عَن ابْن عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن مُسْلِم، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل: (أمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ) قَالَ: (هذا [هَذِهِ] نَزَلَتْ فِي الْقَائِم عليه السلام إِذَا خَرَجَ تَعَمَّمَ وَصَلَّى عِنْدَ الْمَقَام وَتَضَرَّعَ إِلَى رَبَّهِ فَلاَ تُرَدُّ لَهُ رَايَةٌ أبَداً)(٤٣٢).
٥٧ _ كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: قَوْلُهُ تَعَالَى: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأفْواهِهِمْ)(٤٣٣) تَأويلُهُ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس: عَنْ عَلِيّ بْن عَبْدِ اللهِ بْن حَاتِم، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْن هَاشِم، عَنْ أبِي الْجَارُودِ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام أنَّهُ قَالَ: (لَوْ تَرَكْتُمْ(٤٣٤) هَذَا الأمْرَ مَا تَرَكَهُ اللهُ).
وَيُؤَيَّدُهُ مَا رَوَاهُ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ عَلِيّ بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْض أصْحَابِنَا، عَن الْحَسَن بْن مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن الْفُضَيْل، عَنْ أبِي الْحَسَن الْمَاضِي عليه السلام قَالَ: سَألْتُهُ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ، قُلْتُ: (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ)، قَالَ: ((يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأفْواهِهِمْ)(٤٣٥) وَلاَيَةُ أمِير الْمُؤْمِنينَ عليه السلام(٤٣٦)، (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ) الإمَامَةُ(٤٣٧) لِقَوْلِهِ عز وجل: (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أنْزَلْنا)(٤٣٨) وَالنُّورُ هُوَ الإمَامُ)، قُلْتُ لَهُ: (هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ)، قَالَ: (هُوَ الَّذِي أمَرَ اللهُ رَسُولَهُ بِالْوَلاَيَةِ لِوَصِيَّهِ، وَالْوَلاَيَةُ هِيَ دِينُ الْحَقَّ)، قُلْتُ: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)، قَالَ: (عَلَى(٤٣٩) جَمِيع الأدْيَان عِنْدَ قِيَام الْقَائِم لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ) بِوَلاَيَةِ(٤٤٠) الْقَائِم، (وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) بِوَلاَيَةِ عَلِيّ)، قُلْتُ: هَذَا تَنْزيلٌ؟ قَالَ: (نَعَمْ، أمَّا هَذَا الْحَرْفُ فَتَنْزيلٌ وَأمَّا غَيْرُهُ فَتَأويلٌ)(٤٤١).
٥٨ _ كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس، عَنْ أحْمَدَ بْن هَوْذَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن حَمَّادٍ، عَنْ أبِي بَصِيرٍ، قَالَ: سَألْتُ أبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ: (هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)(٤٤٢)، فَقَالَ: (وَاللهِ مَا اُنْزلَ تَأويلُهَا بَعْدُ)، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ وَمَتَى يُنْزَلُ؟ قَالَ: (حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ إِنْ شَاءَ اللهُ فَإذَا خَرَجَ الْقَائِمُ لَمْ يَبْقَ كَافِرٌ وَلاَ مُشْركٌ إِلاَّ كَرهَ خُرُوجَهُ(٤٤٣) حَتَّى لَوْ كَانَ كَافِرٌ أوْ مُشْركٌ فِي بَطْن صَخْرَةٍ لَقَالَتِ الصَّخْرَةُ: يَا مُؤْمِنُ فِي بَطْنِي كَافِرٌ أوْ مُشْركٌ فَاقْتُلْهُ)، قَالَ: (فَيُنَحَّيهِ اللهُ فَيَقْتُلُهُ)(٤٤٤).
تفسير فرات: جَعْفَرُ بْنُ أحْمَدَ، مُعَنْعَناً عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام مِثْلَهُ. وَفِيهِ: (لَقَالَتِ الصَّخْرَةُ: يَا مُؤْمِنُ فِيَّ مُشْركٌ فَاكْسِرْني وَاقْتُلْهُ)(٤٤٥).
٥٩ _ كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاس، عَنْ أحْمَدَ بْن إِدْريسَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْن يَحْيَى، عَنْ يَعْقُوبَ بْن شُعَيْبٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْن مِيثَمٍ، عَنْ عَبَايَةَ بْن ربْعِيٍّ أنَّهُ سَمِعَ أمِيرَ الْمُؤْمِنينَ عليه السلام يَقُولُ: (هُوَ الَّذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى...) الآيَةَ، (أظَهَرَ ذَلِكَ بَعْدُ كَلاَّ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى لاَ يَبْقَى قَرْيَةٌ إِلاَّ وَنُودِيَ فِيهَا بِشَهَادَةِ أنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ بُكْرَةً وَعَشِيّاً)(٤٤٦).
وَقَالَ أيْضاً: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن أبِي بَكْرٍ الْمُقْري، عَنْ نُعَيْم بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَن ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) قَالَ: لاَ يَكُونُ ذَلِكَ حَتَّى لاَ يَبْقَى يَهُودِيٌّ وَلاَ نَصْرَانِيٌّ وَلاَ صَاحِبُ مِلَّةٍ إِلاَّ دَخَلَ فِي الإسْلاَم حَتَّى يَأمَنَ الشَّاةُ وَالذّئْبُ وَالْبَقَرَةُ وَالأسَدُ وَالإنْسَانُ وَالْحَيَّةُ وَحَتَّى لاَ تَقْرضَ فَأرَةٌ جِرَاباً وَحَتَّى تُوضَعَ الْجِزْيَةُ وَيُكْسَرَ الصَّلِيبُ وَيُقْتَلَ الْخِنْزيرُ وَذَلِكَ قَوْلُهُ: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) وَذَلِكَ يَكُونُ عِنْدَ قِيَام الْقَائِم عليه السلام(٤٤٧).
٦٠ _ كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة: عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ: (إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أساطِيرُ الأوَّلِينَ)(٤٤٨) (يَعْنِي تَكْذِيبَهُ بِقَائِم آلِ مُحَمَّدٍ عليه السلام إِذْ يَقُولُ لَهُ: لَسْنَا نَعْرفُكَ وَلَسْتَ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ كَمَا قَالَ الْمُشْركُونَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم)(٤٤٩).
٦١ _ تفسير فرات: أبُو الْقَاسِم الْعَلَويُّ، مُعَنْعَناً عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلاَّ أصْحابَ الْيَمِينِ) قَالَ: (نَحْنُ وَشِيعَتُنَا)(٤٥٠)، وَقَالَ(٤٥١) أبُو جَعْفَرٍ: (ثُمَّ شِيعَتُنَا أهْلَ الْبَيْتِ(٤٥٢) (فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) يَعْنِي لَمْ يَكُونُوا مِنْ شِيعَةِ عَلِيّ بْن أبِي طَالِبٍ، (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) فَذَاكَ يَوْمُ الْقَائِم عليه السلام وَهُوَ يَوْمُ الدَّين، (وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أتانَا الْيَقِينُ) أيَّامُ الْقَائِم، (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) فَمَا يَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ مَخْلُوقٍ وَلَنْ يَشْفَعَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(٤٥٣).
بيان: قوله عليه السلام: (يعني لم يكونوا) يحتمل وجهين: أحدهما: أنَّ الصلاة لمَّا لم تكن من غير الشيعة مقبولة فعبَّر عنهم بما لا ينفكّ عنهم من الصلاة المقبولة، والثاني: أن يكون من المصلّي تالي السابق في خيل السباق وإنَّما يطلق عليه ذلك لأنَّ رأسه عند صلا السابق والصلا ما عن يمين الذنب وشماله فعبَّر عن التابع بذلك، وقيل: الصلاة أيضاً مأخوذة من ذلك عند إيقاعها جماعة وهذا الوجه الأخير مروي عن أبي عبد الله عليه السلام حيث قال: (عني بها لم نكن من أتباع الأئمّة الذين قال الله فيهم: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)(٤٥٤) أما ترى الناس يسمّون الذي يلي السابق في الحلبة مصلّي فذلك الذي عنى حيث قال: (لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)(٤٥٥) لم نك من أتباع السابقين).
٦٢ _ الكافي: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيّ بْن الْعَبَّاس، عَن الْحَسَن بْن عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ عَاصِم بْن حُمَيْدٍ، عَنْ أبِي حَمْزَةَ، عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِهِ عز وجل: (قُلْ ما أسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أجْرٍ وَما أنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ * إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ)(٤٥٦) قَالَ أمِيرُ الْمُؤْمِنينَ(٤٥٧) عليه السلام: (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأهُ بَعْدَ حِينٍ)(٤٥٨) قَالَ: (عِنْدَ خُرُوج الْقَائِم)، وَفِي قَوْلِهِ عز وجل: (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ)(٤٥٩) قَالَ: (اخْتَلَفُوا كَمَا اخْتَلَفَتْ هَذِهِ الاُمَّةُ فِي الْكِتَابِ وَسَيَخْتَلِفُونَ فِي الْكِتَابِ الَّذِي مَعَ الْقَائِم الَّذِي يَأتِيهِمْ بِهِ حَتَّى يُنْكِرَهُ نَاسٌ كَثِيرٌ فَيُقَدَّمُهُمْ فَيَضْربُ أعْنَاقَهُمْ)، وَأمَّا قَوْلُهُ عز وجل: (وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ)(٤٦٠) قَالَ: (لَوْ لاَ مَا تَقَدَّمَ فِيهِمْ مِنَ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ مَا أبْقَى الْقَائِمُ مِنْهُمْ وَاحِداً)، وَفِي قَوْلِهِ عز وجل: (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ)(٤٦١) قَالَ: (بِخُرُوج الْقَائِم عليه السلام)، وَقَوْلُهُ عز وجل: (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ)(٤٦٢) قَالَ: (يَعْنُونَ بِوَلاَيَةِ عَلِيّ عليه السلام)، وَفِي قَوْلِهِ عز وجل: (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ)(٤٦٣) قَالَ: (إِذَا قَامَ الْقَائِمُ عليه السلام ذَهَبَتْ دَوْلَةُ الْبَاطِل)(٤٦٤).
٦٣ _ الكافي: أبُو عَلِيّ الأشْعَريُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَبْدِ الْجَبَّار، عَن الْحَسَن بْن عَلِيّ، عَنْ عَلِيّ بْن أبِي حَمْزَةَ، عَنْ أبِي بَصِيرٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: سَألْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الآْفاقِ وَفِي أنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُ الْحَقُّ)(٤٦٥)، قَالَ: (يُريهِمْ فِي أنْفُسِهِمُ الْمَسْخَ وَيُريهِمْ فِي الآفَاقِ انْتِقَاضَ الآفَاقِ عَلَيْهِمْ فَيَرَوْنَ قُدْرَةَ اللهِ عز وجل فِي أنْفُسِهِمْ وَفِي الآفَاقِ)، قُلْتُ لَهُ: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُ الْحَقُّ)(٤٦٦)، قَالَ: (خُرُوجُ الْقَائِم هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِ اللهِ عز وجل يَرَاهُ الْخَلْقُ لاَ بُدَّ مِنْهُ)(٤٦٧).
٦٤ _ الكافي: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ سَلَمَةَ بْن الْخَطَّابِ، عَن الْحَسَن بْن عَبْدِ الرَّحْمَن، عَنْ عَلِيّ بْن أبِي حَمْزَةَ، عَنْ أبِي بَصِيرٍ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (حَتَّى إِذا رَأوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأضْعَفُ جُنْداً)(٤٦٨)، قَالَ: (أمَّا قَوْلُهُ: (حَتَّى إِذا رَأوْا ما يُوعَدُونَ) فَهُوَ خُرُوجُ الْقَائِم وَهُوَ السَّاعَةُ فَسَيَعْلَمُونَ ذَلِكَ الْيَوْمَ مَا نَزَلَ بِهِمْ مِنَ اللهِ عَلَى يَدَيْ قَائِمِهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ: (مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً) يَعْنِي عِنْدَ الْقَائِم، (وَأضْعَفُ جُنْداً))، قُلْتُ: (مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآْخِرَةِ)، قَالَ: (مَعْرفَةَ أمِير الْمُؤْمِنينَ وَالأئِمَّةِ عليهم السلام)، (نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ)، قَالَ: (نَزيدُهُ مِنْهَا)، قَالَ: (يَسْتَوْفِي نَصِيبَهُ مِنْ دَوْلَتِهِمْ)، (وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الآْخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ)، قَالَ: (لَيْسَ لَهُ فِي دَوْلَةِ الْحَقَّ مَعَ الْقَائِم نَصِيبٌ)(٤٦٩).
٦٥ _ أقُولُ: رَوَى السَّيَّدُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ فِي كِتَابِ الأنْوَار الْمُضِيئَةِ(٤٧٠) بِإسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْن أحْمَدَ الأيَادِي يَرْفَعُهُ إِلَى أمِير الْمُؤْمِنينَ عليه السلام قَالَ: (الْمُسْتَضْعَفُونَ فِي الأرْض الْمَذْكُورُونَ فِي الْكِتَابِ(٤٧١) الَّذِينَ يَجْعَلُهُمُ اللهُ أئِمَّةً نَحْنُ أهْلَ الْبَيْتِ يَبْعَثُ اللهُ مَهْدِيَّهُمْ فَيُعِزُّهُمْ وَيُذِلُّ عَدُوَّهُمْ).
وَبِالإسْنَادِ يَرْفَعُهُ إِلَى ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ)(٤٧٢) قَالَ: هُوَ خُرُوجُ الْمَهْدِيّ عليه السلام.
وَبِالإسْنَادِ أيْضاً عَن ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: [(وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) قَالَ: هُوَ خُرُوجُ الْمَهْدِيّ عليه السلام.
وَبِالإسْنَادِ أيْضاً عَن ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:](٤٧٣) (اعْلَمُوا أنَّ اللهَ يُحْيِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها)(٤٧٤) قَالَ: يُصْلِحُ اللهُ الأرْضَ بِقَائِم آلِ مُحَمَّدٍ، (بَعْدَ مَوْتِها) يَعْنِي بَعْدَ جَوْر أهْل مَمْلَكَتِهَا، (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآْياتِ) بِالْحُجَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
وَمِنَ الْكِتَابِ الْمَذْكُور بِإسْنَادِهِ عَن السَّيَّدِ هِبَةِ اللهِ الرَّاوَنْدِيّ يَرْفَعُهُ إِلَى مُوسَى بْن جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَأسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً)(٤٧٥)، قَالَ: (النّعْمَةُ الظَّاهِرَةُ الإمَامُ الظَّاهِرُ، وَالْبَاطِنَةُ الإمَامُ الْغَائِبُ يَغِيبُ عَنْ أبْصَار النَّاس شَخْصُهُ وَيُظْهِرُ لَهُ كُنُوزَ الأرْض وَيُقَرَّبُ عَلَيْهِ كُلَّ بَعِيدٍ).
[وَوَجَدْتُ بِخَطّ الشَّيْخ مُحَمَّدِ بْن عَلِيّ الْجُبَاعِيّ(٤٧٦) رحمه الله، قَالَ: وَجَدْتُ بِخَطّ الشَّهِيدِ نَوَّرَ اللهُ ضَريحَهُ: رَوَى الصَّفْوَانِيُّ فِي كِتَابِهِ، عَنْ صَفْوَانَ أنَّهُ لَمَّا طَلَبَ الْمَنْصُورُ أبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام تَوَضَّأ وَصَلَّى رَكْعَتَيْن ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةَ الشُّكْر وَقَالَ: (اللهُمَّ إِنَّكَ وَعَدْتَنَا عَلَى لِسَان نَبِيَّكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم وَوَعْدُكَ الْحَقُّ أنَّكَ تُبَدَّلُنَا مِنْ [بَعْدِ] خَوْفِنَا أمْناً، اللهُمَّ فَأنْجِزْ لَنَا مَا وَعَدْتَنَا إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ)، قَالَ: قُلْتُ لَهُ: يَا سَيَّدِي فَأيْنَ وَعْدُ اللهِ لَكُمْ؟ فَقَالَ عليه السلام: (قَوْلُ اللهِ عز وجل: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ...)(٤٧٧) الآيَةَ).
وَرُويَ أنَّهُ تُلِيَ بِحَضْرَتِهِ عليه السلام: (وَنُرِيدُ أنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا...)(٤٧٨) الآيَةَ، فَهَمَلَتَا عَيْنَاهُ عليه السلام وَقَالَ: (نَحْنُ وَاللهِ الْمُسْتَضْعَفُونَ).
٦٦ _ نهج البلاغة: قَالَ أمِيرُ الْمُؤْمِنينَ عليه السلام: (لَتَعْطِفَنَّ الدُّنْيَا عَلَيْنَا بَعْدَ شِمَاسِهَا عَطْفَ الضَّرُوس عَلَى وَلَدِهَا)، وَتَلاَ عَقِيبَ ذَلِكَ: ((وَنُرِيدُ أنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ)(٤٧٩))(٤٨٠).
بيان: عطفت عليه: أي شفقت، وشمس الفرس شماساً: أي منع ظهره، ورجل شموس: صعب الخلق، وناقة ضروس: سيّئة الخلق يعض حالبها ليبقي لبنها لولدها].
ليست هناك تعليقات